الخروج للشارع يتنافى منطقياً مع الممارسة الديمقراطية.. بنظر الجنفاوي
زاوية الكتابكتب أكتوبر 18, 2012, 12:54 ص 1380 مشاهدات 0
السياسة
حوارات / 'الشارع' لا يوصل لما هو صائب أو سليم
د. خالد عايد الجنفاوي
'وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ' (القصص 50).
أعتقد أننا ككويتيين نتمتع بنضج ديمقراطي مناسب يؤكد لنا, وبشكل لا لبس فيه, أن الخروج للشارع في مسيرات بزعم إيجاد حلول لمشكلاتنا وتحدياتنا المشتركة يتنافى منطقياً مع الممارسة الديمقراطية البناءة. فلم يعرف عن الشارع كمساحة مفتوحة لا يبدو تحكمها حدود منطقية أو طروحات فكرية معتدلة أنه أدى في السابق إلى الوصول لقرارات أو مواقف صائبة أو سليمة أو تصب في مصلحة الجميع, بل لا أعتقد أنني ابالغ إذا أكدت في هذه المقالة أن الخروج للشارع في مظاهرات ومسيرات بزعم الدفاع عن الحقوق الديمقراطية, مع انها مصانة دستورياً, ربما يحدث بعضه بهدف السعي وراء البهرجة الاعلامية ومن أجل التنافس على إمساك الميكروفونات والوقوف أمام عدسات الكاميرات ! فأين هذا من ذاك, أي ما العلاقة المنطقية بين إيجاد حلول عملية للتحديات اليومية التي يواجهها المواطن العادي كغلاء الأسعار أو تردي بعض الخدمات العامة أو تطوير التعليم....وبين اللجوء للشارع.
فإضافة إلى كون الشارع مكاناً غير مناسب للوصول إلى توافق عام تقبله أغلبية أعضاء المجتمع الوطني, فهو أيضاً مكان يحتمل فيه أن ينتشر القيل والقال والمبالغات, وربما تشويه الوقائع الاجتماعية, وربما ايضا سينتشر فيه التحريض الشخصاني والتشكيك اللاعقلاني بين أعضاء المجتمع. فالمواطن الحق لا يزج بنفسه وبمجتمعه في آتون الصراعات والفتن والقلاقل وهو يعلم يقينا ما ستؤدي إليه من عواقب سيئة.
أولو الألباب المواطنون المخلصون, لأوطانهم ومن يمتلكون حساً وطنياً واعياً هم من سيبتعدون عن تعريض مجتمعاتهم للفتن المهلكة.
هيهات إذاً لو استثمر البعض وقتهم الثمين في بناء كويت المستقبل عبر محاولتهم تطوير وتنمية حياتهم اليومية: فمن يستثمر وقته الثمين في تكريس 'الحس الوطني' في مجتمعه وتقوية 'الوحدة الوطنية' وعيش حياة إنسانية منظمة وهادفة هو فعلاً من سيساهم في تطوير الفرد والمجتمع. فالأوطان والمجتمعات تتطور وتتقدم وقت ما يستوعب المواطن الصالح مسؤولياته وواجباته الاجتماعية: فالالتزام بالنظام العام حفاظاً على السلم المجتمعي, وإستثمار الطاقات الذهنية والجسدية في تطوير أساليب الحياة اليومية عن طريق ممارسة سلوكيات وتصرفات إيجابية تقوي النسيج الاجتماعي الوطني هو ما سيطرح فرصاً متجددة لكل أعضاء المجتمع لعيش حياة إنسانية عصرية ومنظمة وهادفة. بوركت يا وطني الك¯ويت لنا سكنا وعشت على المدى وطنا. فلعل وعسى.
تعليقات