هولوكوست البدون

زاوية الكتاب

كتب 4683 مشاهدات 0


في سبعينيات القرن الماضي اقلعت طائرة بلجيكية من فرنسا، واثناء تحليقها فوق الاجواء البريطانية، جاءت آلام المخاض لراكبة هولندية فوضعت مولودها في الطائرة.

الى هنا الخبر عادي بست غيارات والسابع ريفيرس، اما غير العادي فهو ان هذا المولود تسبب بمشكلة بين بلجيكا وفرنسا وبريطانيا لرغبة كل دولة بمنحه جنسيتها الى جانب جنسيته الهولندية، وهو خلاف كاد ان يتطور الى اشتباك بـ' العجرات والعقل' لولا تحويله الى محكمة الاتحاد الاوروبي، التي حكمت لمصلحة البلجيك الذين زاد عددهم واحد!!

ان سر اهتمام تلك الدول بذلك المولود راجع بالدرجة الاولى لديانته المسيحية وليس لجنسيته، فلو كانت الام هولندية مسلمة لما حصل ما حصل.

هذه القصة ذكرتني بالمقولة الشهيرة للعالم ارخميدس :'اوريكا..اوريكا ،أي وجدتها..وجدتها' فقلت مثله على الفور: اوريكا ..اوريكا، واقصد مشكلة البدون التي يمكن حلها من الخارج رغما عن فيتو الداخل، الذي زرعهم على الـ'hold من عام1900 واحطبه' وتتلخص طريقة الحل بتحول البدون الى الديانة المسيحية ظاهريا ليحوزوا على اهتمام العالم.

قد يبدو هذا الطرح مجنونا يرمي المارة بالحجارة، ولكن لو حذفنا اجابتين ثم استعنا بصديق لوجدناها فكرة صائبة 'ميه ميه ولا فراخ نايف' فمثلا الرئيس الامريكي اوباما الكيني الاصل المسلم الديانة، ما كان ليكون وهو الرجل الاسود سيداً للبيت الابيض لولا تركه الاسلام واعتناقه المسيحية، والا ربما استقدم 'ابو سمره السكره' الى الكويت سائقا لدى احدى الاسر الكويتية بمنطقة الجهراء، يغني لمعزبه.. 'كدا كدا يا التريله' .

فاختصروا الطريق على انفسكم ايها البدون، وتوجهوا ابتداء من الاحد القادم الى الكنيسة فخير الشر عاجله، يرحمني ويرحمكم الله، بالطبع بعد ان ترتدوا الجينز واعلنوا من داخلها مسيحيتكم، ثم اتبعوا الخطوة الاولى بثانية، بالخروج بمظاهرات في يوم الاحد الذي يليه امام صالة التزلج بدلا من تيماء، رافعين الصلبان مرددين بعض الترانيم الكنيسيه  ان استطعتم الى ذلك سبيلا، عارضين بذات الوقت مطالبتكم بالجنسية الكويتية، وحتى تؤتي المظاهرة ثمارا لذيذة طازجة لا بد من بعض التكتيكات، كوضع اصحاب الطلة البهية منكم في المقدمة، فالله جميل يحب الجمال، فيما المؤخرة للذين ' لك عليهم' وحذاري ان ينسى احدكم نفسه بالمظاهرة فيتلثم بـ' شماغ' فيعم على اصحابه، ولكن تلثموا بأوشحة لاندية الدوري الانجليزي، فان لم يكن فبالايطالي، فان لم يكن فبالالماني، وذلك اضعف الايمان ، وحتى تكون خطة 'ما تخرش الميه' فالحرب خدعة كما يقول العرب، حولوا اسماؤكم ايضا الى اسماء اوروبية، فحولوا يوسف الى جوزيف، وعجيل الى ميشيل، وحبيب لفيليب، وهكذا.

ولا تنسوا 'شيابكم' فـ ' اللي ما له اول ماله تالي' فمن كان اسمه عبيد فاجعلوه ديفيد، اما جعفر فيكون دملر، وأما الاسماء الممنوعة من الصرف ومن قواعد اللغة، فحولوها الى اسماء برازيلية فهي الانسب، فاجعلوا من سالم سالمنيو، ومن علي علينيو ، وأما جبار فيناسبه نيمار. حينها ستنتبه لكم امريكا واوروبا والدول 'السنعه' ، ' ويقط لكم الكل خيطه' عارضا عليكم الجنسية وستتكالب عليكم ' الجناسي' كما يتكالب الذباب على الحلوى، طالبين القرب منكم فـ ' تهشوها هشا' وأزيدكم من الشعر بيت على شارعين ، انكم ربما تحولون الى المحاكم الدولية، للفصل بين المانحين المتخاصمين الذين كادت ان 'تصك بينهم' تماما كما حول مولود الطائرة، وحينها فقط ستتذكرون مقولة الفنان سعد الفرج لاخيه حسين عبدالرضا بدرب الزلق'بسنا فلوس يا حسين' وتحولونها الى 'بسنا جناسي يا حسين' ومن يدري فربما تدور الدوائر ومعها المثلثات في فلكها، فيصبح احد البدون بعد تجنيسه باحدى الجنسيات الاوروبية رئيس دولة وما ذلك على الله بعزيز، فيعود الى 'الديره' زعيما يفرش له السجاد الاحمر وتطلق له المدفعية احدى وعشرون طلقة، مثلما حصل مع الفلسطينية رانية التي خرجت من الكويت مقيمة وعادت اليها بلقب صاحبة الجلالة الملكة رانية قرينة الملك الاردني، فالدنيا كما قيل في الامثال ' اذا اقبلت باض الحمام على الوتد واذا ادبرت بال الحمار على الاسد' فانتهزوا الفرصة و جهزوا لحمامتكم وتدا أملسا لتبيض عليه، فالخير قادم، والا فانتظروا ايها البدون اياما بلون شوارعكم، خصوصا و ان الحكومة فيها ما يكفيها، سهرانة تغني للذين خرجوا من عباءتها: ' قلت لازم يردون.. هذا طبع ال يحبون' و لا استبعد بعد ان تدور الـ coca cola'' برأس احد هوامير الحكومة الكبار ان يقترح عليها وهو مترنحا اقتراحا 'قراقوشيا' يريحها من صداعها المزمن الذي لم ينفع معه البندول و الاسبيرين، استغلالا لموضة الحرائق الضخمة المقيدة ضد مجهول، و ذلك بتنفيذ هولوكوست بالبدون تلعب فيها السلطة دور الالمان، و يلعب فيها البدون دور اليهود، وأطارات السيارات دور الافران، و تقيد محرقة الابادة الجماعية ضد مجهول'.. و يا نار شبي من ضلوعي حطبكي'!!

الآن : رأي - كامل الفضلي

تعليقات

اكتب تعليقك