بلدنا منذ 20 عاما وهي محلك سر.. ذعار الرشيدي مستنكراً

زاوية الكتاب

كتب 637 مشاهدات 0


الأنباء

الحرف 29  /  'شو بدهم الكويتيين؟!'

ذعار الرشيدي

 

«شو بدهم الكويتيين؟!» سؤال سمعته من أكثر من صحافي عربي التقيتهم في المؤتمر الأوروبي الآسيوي العاشر، جميعهم امتدح سقف الحرية في الكويت، ولكن ما ان ينتهي احدهم من وصلة مديح حرية الصحافة لدينا في الكويت حتى يختم إعجابه بسؤال: «الكويت غنية وجنة حقيقية وعادلة، فشو بدهم الكويتيين؟!»، بمعنى أدق قصدهم «لم كل هذا الحراك السياسي النشط والنقد القاسي الذي يرونه يكتب في صحفنا ضد الحكومة»؟!

سؤال «شو بدهم الكويتيين؟!» كان يطلقه الصحافيون غير الخليجيين، ولم استغرب، لكون غير الخليجيين لم ولن يفهموا الحالة الكويتية الخاصة.

المهم، هو فعلا، «شو بدنا نحنا الكويتيين؟!» ولماذا «لا نبلع العافية» ونسكت عن كل هذا الخير الذي أغرقتنا فيه حكومتنا الموقرة، هناك إجابة واحدة منطقية مقنعة يمكن ان تقشع غيوم استغراب زملائي الصحافيين العرب ممن سألوا «شو بدهم الكويتيين؟!».

بلدنا يا سادة منذ 20 عاما وهي محلك سر، مشاريع تكلف المليارات ولا يخرج أيا منها الى النور، مشاريع تكلف خزينتنا الملايين سنويا وتدخل في رحم الغيب، ولا تولد، وان ولدت ولدت مشوهة، مليارات طارت في الهواء السياسي الطلق ولم نستفد من اي فلس منها، فلا مستشفيات ولا جامعات ولا شركات حكومية ولا مصانع ولا شوارع، ومع هذا صرفنا مليارات على أحلام مشاريع لم يتحقق اي شيء منها وتبين لنا في النهاية انها مجرد كوابيس اقتصادية انتهت بخسارة موجعة لخزينة المال العام، فهناك مشروع يعلن عنه، وتتم ترسيته وتصرف عليه الملايين، وتضاف اليها ملايين أخرى، ثم لا يخرج إلى النور، وان حصلت معجزة وخرج الى النور خرج أعمى كسيحا يتنفس يوما او يومين ثم يموت بين أيدينا، وكأننا صرفنا عليه الملايين ليموت قبل ان يولد، منذ 20 عاما لا يوجد مشروع حكومي حقيقي ولد.

»شو بدنا؟!»، حسنا، لا شيء، فقط نريد فلوسنا، «نبي نعرف وين راحت ومنو خذاها؟».

»شو بدنا؟!»، لا شيء، نريد ان نعرف الحقيقة فقط، اعتقد انه ومن حقنا كشعب ان نعرف الحقيقة كاملة، ألم ندفع 37 مليار دينار على خطة التنمية ولم نر شيئا، حسنا من حقنا كشعب ان تمنحونا الحقيقة، فقد دفعنا من مالنا العام 37 مليار دينار ونستحق ان تمنحونا مقابل ملياراتنا هذه الحقيقة، اين ذهبت؟ ولمن ذهبت؟

»شو بدنا؟!»، ولا شيء، نريد ان نعرف لم دفعت ملايين لنواب كانوا يشرعون لنا ولم لم تتم محاكمتهم إلى الان.

»شو بدنا؟!»، نريد ان تتوقف السرقة تماما، وان نرى فاسدين وراء القضبان، وان يتم تطبيق القانون كاملا على الجميع، فلا يعقل انني كمواطن توقف معاملاتي الرسمية لأن علي مخالفة مرورية بـ 30 دينارا، ولابد ان ادفعها قبل ان اجري اي معاملة، في حين ان شركة حصلت على مشروع بـ50 مليون دينار ولم تنفذه، ومع هذا لم تتم مخالفتها، بل فوق هذا كله تمنح مشروعا مليونا ثانيا وثالثا ورابعا وخامسا.

»شو بدنا؟!»، لا نطلب حرية، فلدينا منها ما يكفي لتوزيعها على ثلاثة أرباع الدول العربية، ولا نريد ديموقراطية، فلدينا منها الكثير، بل ان وفرة الديموقراطية احيانا تتسبب لنا في حالة ربو سياسية، نعم ديموقراطيتنا تخنقنا احيانا، ولكننا ادمناها، ولا يمكن ان نتوقف عنها الان.

نريد بلدنا افضل بلد في العالم، ونستطيع ذلك فلدينا كل الإمكانيات لأن نتحول وفي اقل من عقد من الآن الى باريس، شرط ان تتوقف السرقات.

توضيح الواضح: خرجت من رحلتي الأولى الى كازاخستان بـ 7 فوائد، بل سبع مفاجآت جميلة جدا، تمثلت في اعادتي لاكتشاف طيبة وأخلاق صديقي الأكبر ماجد السابج، ومحرر «عكاظ» الزميل حسن بادستور والزملاء الأعزاء من الإمارات رئيس تحرير «الإمارات اليوم» الزميل سامي الريامي ومدير عام تحرير «البيان» الإماراتية الزميل علي شهدوه والإعلامي الإماراتي محمد الانصاري، وأخيرا وليس آخرا نائب رئيس تحرير صحيفة «الجمهورية» المصرية محمد اسماعيل الذي يتمتع بخفة دم غير طبيعية.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك