متخوفاً من مراسيم أخرى تشكل أزمة

انتقد الناشط السياسي وعضو هيئة التدريس في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب د.حمد العصيدان توجه الحكومة لإصدار مراسيم ضرورة رأى أنها ليست في الضرورية التي لا تنتظر شهرين حتى يتم انتخاب مجلس جديد، مشيرا إلى أن هذا التوجه يعبر عن نوايا حكومية مبيتة للقيام بخطوات قد تزيد من تفاقم الأزمة السياسية في ظل تحفز القوى السياسية وتهديدها بالتصعيد في حال اتخذت أي إجراءات لإصدار مراسيم مثيرة للجدل.

وقال د. العصيدان في تصريح صحافي إن الحكومة إنما تعمل على زيادة الشق بينها وبين مجلس الأمة المقبل مع إضرارها على إصدار مراسيم ضرورة أعلن عن أربعة منها، ولاسيما أن تلك القوانين كانت منظورة ضمن جدول أعمال مجلس الأمة سواء ما يتعلق بمكافحة الفساد، أو خصخصة الخطوط الجوية الكويتية وحتى تعديل القوانين الرياضية، موضحا أنه إذا كان للحكومة عذر في إصدار مرسوم ضرورة بالميزانية العامة للدولة التي تعطلت بتعطل مجلس الأمة، فلا عذر لها فيما سوى هذا المرسوم، ولاسيما أن بعض الخبراء تحدث عن عدم دستورية تلك المراسيم، مما يدخلها في دوامة الرفض المتوقع من مجلس الامة المقبل.

وأكد العصيدان أن القوانين التي أعلن عنها تشكل أولوية لدى نواب الأمة أعلنوا عنها مرارا، ولكن الوقت لم يسعفهم فيها، وخاصة أن بعضها مثير للجدل، وتحديدا مرسوم تخصيص الخطوط الجوية الكويتية التي تهدد عددا لا يستهان به من المواطنين الكويتيين بفقدان وظائفهم، وهو ما لا يرضى عنه نواب الأمة مما يحمل مشروع تأزيم إلى مجلس الأمة المقبل، إضافة إلى مرسوم تعديل القوانين الرياضية مؤكدا أن الحكومة إذا كان لديها النية الصادقة في إغلاق هذا الملف فلماذا لم تتحرك وقد تعرضت سمعة الكويت غلى التشويه وحرمت الفرق الرياضية من المشاركة في الدورات والألعاب الدولية تحت راية العلم الكويتي كان آخرها دورة لندن الأولمبية التي كان للتدخل السامي أثر كبير في المشاركة تحت راية العلم الكويتي.

وذكر د.حمد العصيدان أن قانون مكافحة الفساد وكشف الذمة المالية يعتبر أولى أولويات المجلس وخاصة بعدما لحق بالسلطة التشريعية شبهات كبيرة على خلفية الإيداعات المليونية التي اتهم بها عدد من النواب، وبالتالي سيكون هذا القانون أول أولويات المجلس، مما يشير إلى أن للحكومة حساباتها في هذا الاتجاه تثير علامات استفهام حول تلك الحسابات. وفيما يتعلق بمرسوم هيئة الانتخابات لفت العصيدان إلى أنه لن يحقق أي إنجاز في الفترة القليلة المتبقية على انتخابات مجلس الأمة ما يشير إلى ضرورة تأجيله حتى يصدر عن مجلس الأمة بشفافية ودون أي شبهات.

وختم د. العصيدان تصريحه بإبداء تخوفه من أن تكون هذه المراسيم تمهيدا لصدور مراسيم تتعلق بتعديل نظام الانتخاب وخاصة تقليص عدد أصوات الناخب، وهو ما تدفع باتجاهه بعض الأطراف بحجج واهية تتمثل في حماية الأقليات، متمنيا على الحكومة عدم ارتكاب هذا الخطأ الذي سيجر على البلد مشكلات هي في غنى عنها، ومطالبا إياها بانتظار المجلس الجديد وطرح رؤيتها للتعديل المقترح ليكون ذا صبغة تشريعية بعيدا عن أي شبهات.