هل يصلح النموذج التركي لدول «الربيع العربي»؟.. شملان العيسى متسائلاً
زاوية الكتابكتب أكتوبر 8, 2012, 12:41 ص 812 مشاهدات 0
الوطن
ملتقطات / النموذج التركي
د. شملان يوسف العيسى
فتحت هيئة الاذاعة البريطانية في الاسبوع الماضي حواراً ناقش امكانية ان تكون تجربة تركيا مع حزب العدالة والتنمية نموذجاً صالحاً للتحول الديموقراطي في دول «الربيع العربي» خصوصا وان الاخوان المسلمين تربطهم علاقة وثيقة مع حزب العدالة والتنمية ولقد حرص الرئيس المصري محمد مرسي على حضور المؤتمر الرابع لحزب العدالة والتنمية الذي عقد في تركيا مؤخراً، تركيا تريد ان تكون شريكاً لمصر وحليفاً استراتيجياً لها.
هل يصلح النموذج التركي لدول «الربيع العربي»؟ وماهي الايجابيات والسلبيات لهذه التجربة وماهي المعوقات التي تعترض تطبيقها؟ الدكتور عبدالمنعم ابو الفتوح وهو احد اقطاب الاخوان المسلمين صرح بان الاخوان المسلمين سيشكلون حزباً جديداً على غرار حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا. مما يدل بان الاخوان المسلمين في مصر معجبون بالتجربة التركية، السؤال لماذا الاعجاب بهذه التجربة الرائدة؟ الجميع متفق بان حزب العدالة والتنمية التركي حقق نمواً اقتصادياً باهراً منذ توليه الحكم لانه بكل بساطة حرر الاقتصاد التركي ومكن رجال الاعمال المحافظين القادمين من مدن وسط الاناضول بالظهور ولعب دوراً بارزاً في الاقتصاد حتى اطلق عليهم «نمور الاناضول».
هل يستطيع «الاخوان» في مصر تحرير اقتصادهم والسماح للشركات المحلية والمستثمرين الاجانب العمل بحرية اقتصادية ومعنى ذلك فتح الاقتصاد المصري على العالم مثل مافعلت تركيا؟
ثانيا: النموذج الاسلامي التركي برز لانه اكثر مدنية وتسامحاً ولايهدف اسلاميو تركيا الى اقامة دولة اسلامية قائمة على الشريعة ولايريدون تغيير المجتمع المدني التركي، فالنموذج الاسلامي التركي معتدل وسطي ومنفتح على الغير وحضاري لانه نابع من المجتمع والبيئة التي يعيش فيها المجتمع التركي المجاور للدول الاوروبية المتحضرة والتي يربطهم علاقات تاريخية طويلة مع الاوروبيين.
ثالثاً: التجربة التركية نجحت لانها مزجت بين التعاليم الدينية والعلمانية من خلال قواعد الديموقراطية التي التزموا بها، الامر الذي لايفهمه الكثير من الاسلاميين المعجبين بالتجربة التركية في وطننا العربي هو ان حزب العدالة والتنمية تعلم من اخطائه السابقة وركز الآن في عمله في اطار الديموقراطية وعمقوا المفاهيم الديموقراطية في ثقافتهم المدنية، الاخوان المسلمون في مصر والكويت والاردن والمغرب وغيرها لايؤمنون ايماناً مطلقاً بالديموقراطية، بل يريدونها اداة لتوصيلهم لسدة الحكم والدليل على ذلك المعركة الدائرة اليوم في كل من مصر والكويت وغيرها، حيث يحاول «الاخوان» تغيير الدستور في هذه البلاد ليصبح ملائماً لمصالحهم، كما انهم يريدون اسلمة القوانين والابتعاد عن الدولة المدنية القانونية الاسلاميون في تركيا لم يلجؤوا للعنف والتهديد والتظاهر المستمر لفرض وجهة نظرهم كما تفعل جماعات الاسلام السياسي في الوطن العربي.
رابعاً: حزب العدالة التركي نجح لانه ركز على الاقتصاد وتوجهاته نحو السوق حيث حققوا مكاسب اقتصادية صبت في مصلحة وطنهم، فهم لم يكونوا مؤدلجين ضد الانفتاح الاقتصادي مثل الاسلاميين في منطقتنا العربية.
واخيراً هل يصلح النموذج التركي لنا؟ لا نتصور ذلك الا اذا تبنى الاسلام السياسي في الوطن العربي العلمانية وهذا يعني فصل الدين عن الدولة فالثقافة المجتمعية للشعب التركي تختلف عنا فلا يمكن تسويق نموذج العلمانية التركي في دولنا لاننا حتى الان غارقون في تخلفنا الحضاري وخلافاتنا الدينية والمذهبية والعرقية فالعلمانية التركية ترفض المنطق الطائفي، الديموقراطية والعلمانية والحرية هي عقيدة لاتناسب مجتمعاً ثقافته غير ديموقراطية.
تعليقات