الكويت متصوفة بدون صوفيين.. هكذا يعتقد مرزوق الحربي
زاوية الكتابكتب أكتوبر 5, 2012, 11:45 م 830 مشاهدات 0
الوطن
أفكار / الكويت متصوفة بدون صوفيين
مرزوق فليج الحربي
قبل أذان المغرب بدقائق صوت القرآن يعلو في اذاعة الكويت الرسمية وما ان انتهت التلاوة حتى اعقبه صوت ناي حزين ومن ثم رفع المؤذن اذان المغرب وبعد الاذان قالت المذيعة والان مع الفرقة النقشبندية ومع فلان النقشبندي في ابتهال واعتلى صوت الدفوف وصوت المنشد في ابتهال تجد نفسك تتمايل وودك تصرخ« حي حي او مدد مدد».
هذا الامر متكرر بشكل يومي في اذاعه الكويت الرسمية ولا اعلم سبباً لهذا السيناريو، قراءة قرآن ثم صوت ناي ثم الاذان ويختتم الامر بابتهالات الطريقة النقشبندية وللعلم بالشيء فالطريقة النقشبندية هي احدى فرق الصوفية المعروفة ولديهم معتقدات تخالف اصول الاسلام واذكار وحلق لا تتوافق مع ما جاء في السنة النبوية الصحيحية ولا تتوافق مع المذهب الشرعي في الكويت.
ما تقوم به اذاعة الكويت هو صورة من صور كثير لا نعلم لها سبباً او من كان سبباً في ايجادها في تعزيز بعض مظاهر الصوفية في الكويت ومن الصور كذلك قيام وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية وبعض المؤسسات الرسمية بالاحتفال السنوي بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم وهو امر لم يقم به الرسول عليه افضل الصلاة والسلام ولم يقم به احد من الخلفاء الراشدين ولا الصحابة ولا التابعين بل قامت به الدولة الفاطمية في فترة متأخرة من عمر الدولة الاسلامية ويجده الصوفية من ازكى الاعمال ويحرصون على اقامة حلقات الذكر الجماعي واقامة مآدب الطعام والمدائح النبوية والتجمعات العامة بل يصل الامر لاقامة المنتزهات في هذه المناسبة، ومثل المولد ايضا الاحتفال بالاسراء والمعراج وهي الليلة التي اختلف العلماء فيها اختلافاً كبيراً ومع هذا فإن ليلة الاسراء والمعراج في 27 رجب هي عطلة رسمية وهذا التاريخ متوافق مع احتفال الصوفية في هذه الليلة.
اضف لهذه المظاهر تنصيب قارئ للقرآن بعد اذان الجمعة الاول وقبل نصف ساعه من صلاة الجمعة ناهيك على ما تقوم به وزارة الاوقاف من الاذان الاول لصلاة الجمعة قبل دخول الوقت بنصف ساعة فيأتي المصلون ويصلون سنة الظهر قبل دخول الوقت وما ان يقام الاذان الثاني الا والخطيب افتتح خطبته.
في بداية تطور ونهضة الكويت في الستينات والسبعينات اخذنا الكثير من القيم والثقافات من الدول المجاورة سواء من مصر او العراق او بلاد الشام وتأثرنا ثقافياً ودينياً واجتماعياً وفكرياً بهم ولكن مع تطور الزمن اصبحت هناك شخصية وثقافة مستقلة لنا منبعها اعرافنا وتقالدينا وديننا ويكفيك ان تستعرض الطابع الثقافي والديني في الستينات والان تجد فرقاً شاسعاً في ان العنصر الوطني له حضورة اليوم بقوة بعكس فترة الستينات.
ومما ورثناه في تلك الفترة بعض اعمال الصوفية وهو ما ذكرته في المقال ومع هذا لا نجد من يحاول تغييرها او تعديلها او إلغاءها مع اعتراف الكثيرين ببدعيتها وان هناك الكثير من البدائل لها.. فنتمنى اقل ما في الامر تقييم هذه الامور من قبل وزارة الاوقاف وفق المنهج الشرعي لنا وما كان متوافقاً فبه ونِعم وما كان عكس ذلك فيجب ان يوقف العمل به.
تعليقات