99 % من الناس التي تفهم خارج دائرة اتخاذ القرار بالبلد!

عالم اليوم

تم النشر  /  غاندي تيما!!

مشاري العدواني

 

ان كان هناك زعيم زعماء للاحتجاجات والتظاهرات والمسيرات السلمية على مر التاريخ البشري فسوف يكون بلا ادنى شك هو المهاتما غاندي، ذاك الزعيم الهندي الذي حرر بلاده من الاستعمار وكان الملهم لحركات التحرر من الجلدة  للجلدة!
ولد غاندي في 2 اكتوبر 1869 ويوم امس كانت ذكرى ميلاده، وهي الذكرى التي حولتها الامم المتحدة قبل خمس سنوات بإجماع اكثر من 140 دولة الى ( اليوم العالمي للاّ عنف ) تخليدا لأشهر زعيم سلمي بالعالم، ولنشر الحب والسلام ونبذ العنف والكراهية!
ولان الكويت غير (الله لا يغير علينا هذا الغير) فلقد قررت حكومة الكويت بدلا من تنظيم المحاضرات والندوات والاحتفال مع باقي شعوب الكرة الارضية بهذا اليوم السلمي الخالص ان تترك تلك (الخرابيط) وتنظم احتفالا خاصا بنا مهدى لروح غاندي ولكل مناضل بهذا الزمان!
... تعرفون ماهي المشكلة؟! بأن 99 % من الناس اللي تفهم وتفتهم ولديها ذرة عقل هي خارج دائرة اتخاذ القرارات بالبلد!
فكانت امس الاحتفالية الكويتية الكبرى في منطقة تيماء، وذلك عبر اطلاق مهرجان عنف لا صار ولا استوى ... كانت بدايته الغازات المسيلة للدموع، مرورا بالقنابل الصوتية والدخانية، وشوية ضرب من اللي يحبه قلب غاندي، وانتهاء بحجز هويات الكويتيين واعتقالات بالجملة للبدون الذين كانوا يتظاهرون سلميا احتجاجا على اوضاعهم غير الانسانية!
ولا بالله عليكم في رجل دولة ملء دشداشته، يجعل عشرات الآلاف من جمعيات حقوق الانسان في اكثر من 140 دولة، تعمل زوم على الدولة التي قررت ان تركل الكرة الارضية بدولها بشعوبها بمنظماتها المدنية والدينية والسياسية والأممية! ومتى؟!! في اليوم العالمي للاحتفال باللاعنف، لتستخدم فيه تلك الدولة ..... العنف!!
انا راضي بحكمكم سواء الاناس الاسوياء الذين يتعاطفون مع قضية البدون، او الناس اللي (مو صاحية) ومعارضة البدون بسبب الاستعلاء عليهم كبشر ... هل يستحق المسؤولين البقاء على كراسيهم، للحظة واحدة، بعد ان جعلوا الكويت تخرج لسانها للمجتمع الدولي في اليوم العالمي للاّ عنف ؟!!  وسمعوني زغروطة!