الخليج المتضرر الأكبر من الاختراق الإيراني للمصارف بقلم زياد محمد الغامدي
الاقتصاد الآنسبتمبر 27, 2012, 5:30 م 591 مشاهدات 0
لا تزال التحقيقات تجري بشأن تغطية عدد من المصارف الغربية ذات التواجد الدولي على عمليات مالية إيرانية تقدر بمئات المليارات من الدولارات فيما قد يعتبر أكبر عملية غسل أموال في التاريخ المصرفي. فالمصارف البريطانية ''ستاندرد تشارترد'', و''إتش إس بي سي'' و''رويال بنك أوف سكوتلاند'' والمصرف الألماني ''دويتشه بنك'', جميعها تخضع للتحقيق من قبل السلطات الأمريكية بتهم غسل وتغطية العمليات المالية الإيرانية. وسواء اعتبر الأمر اختراقا إيرانيا للنظام المصرفي الغربي أو (تواطؤا) مصرفيا غربيا مع النظام الإيراني, تظل نتائج العمليات القذرة تلقي بظلالها على دول الخليج العربي بصفة خاصة, وعلى المجتمع الدولي ككل بصفة عامة.
فلولا تغطية بعض المصارف الغربية الكبرى على العمليات المالية الإيرانية القذرة لما نجحت إيران في تمويل رؤوس الفتنة في البحرين في محاولة شيطانية لزعزعة الأمن والاستقرار وشق الصف والوحدة الوطنية في البحرين الحبيبة. إن المآسي التي شهدتها البحرين من قتل للأبرياء, وتخريب للممتلكات العامة والخاصة, ومحاولات المفتنين اليائسة لإثارة الفتنة الطائفية الغريبة عن المجتمع البحريني المسالم والمحب لم يكن لها أن تشهد النور لولا وصول أموال إيرانية قذرة في أياد شيطانية لأناس من الداخل البحريني. والحمد لله تم دحر المخططات التخريبية لإيران مع التدخل الحاسم والشجاع لقوات درع الجزيرة, كما تم إنهاء المخطط الإيراني لإشعال فتيل فتنة طائفية لشق وحدة الصف الوطني البحريني بحكمة وحنكة وعدالة وحب ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة.
ولولا تغطية بعض المصارف الغربية الكبرى على الأموال الإيرانية القذرة لما نجحت إيران في تمويل رؤوس الشر والفتنة في اليمن للتعدي على الأراض السعودية في جنوب مملكتنا العصية والأبية على المعتدين. إن الحسم المبكر والشجاعة الفائقة في لجم المفتنين والمعتدين التي أبدتها قواتنا المسلحة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك المفدى عبد الله بن عبد العزيز - أيده الله ووفقه بنصره - أتت كدرس لن ينسى لكل من تسول له نفسه الاعتداء ولو على شبر واحد من أراضينا الطاهرة. ورحم الله الأمير سلطان بن عبد العزيز وأسكنه فسيح جناته حين قال عن هذه المعركة: ''إن المملكة العربية السعودية دولة كانت ولا تزال دولة سلام، ومحبة له، وكم عملت عليه وصنعته لكثير من الأوطان ولها سجل حافل من الأيادي البيضاء في جميع دول العالم في هذا المجال، ولكن مع شديد الأسف وجدنا أنفسنا أمام موقف فرض علينا وليس أمامنا إلا أن نواجهه بعزة وكرامة''. كما أن التغطية المدانة من قبل بعض المصارف الغربية الكبرى على الأموال الإيرانية القذرة سهل على إيران عملية تمويل لأحد القتلة المأجورين لاغتيال السفير السعودي في واشنطن في تعد صارخ على كافة الأعراف والمواثيق الدولية. والحمد لله الذي أفشل المخطط الإيراني لاغتيال سفيرنا السعودي وتم كشف وفضح المخطط الإيراني الذي أقل ما يمكن أن يوصف به ''بالعمل الجبان''.
ولولا عمليات غسل الأموال عن طريق بعض المصارف الغربية الكبرى، لما نجحت إيران في تمويل عناصر وخلايا تخريبية ومجموعات تجسسية في داخل دولة الكويت الشقيقة. التي وصفها وزير الخارجية الكويتي بالمؤامرة على أمن الكويت السياسي والاقتصادي والعسكري التي حيكت من قبل إيران. كما ساهمت عمليات غسل الأموال الإيرانية في تمويل إيران لمحطات فضائية لا غرض منها سوى تسويق الأكاذيب والدعايات والفتن والخزعبلات في محاولة يائسة لبث الفتنة الطائفية في دول الخليج العربي المسالمة, ولغسل العقول ولنشر الأباطيل. كما أن تغطية بعض المصارف على الأموال الإيرانية القذرة عزز نفوذ وسيطرة إيران على الجزر الإماراتية المحتلة عن طريق تمويل العناصر التخريبية التي تثير الفتن والرعب من أجل تهجير السكان العرب الأصليين من الجزر الثلاث التي طال احتلال إيران لها وللأسف الشديد.
يقول المثل العربي (من المعضلات شرح الواضحات), فالحكومة الإيرانية فشلت وبتفوق في استخدام الأموال في تنمية الشعب الإيراني الذي يرزح تحت الفقر والاضطهاد، بل وحتى الجوع, إلا أن الحقائق تشير إلى نجاح الحكومة الإيرانية المنقطع النظير في نشر القتل والفتن والجهل والخرافات والمخدرات. كما ساهمت الحكومة الإيرانية في ازدهار تجارة القتلة المأجورين, وكل ذلك تم بمساعدة بعض المصارف الغربية الكبرى وللأسف الشديد. أما آثار عمليات غسل الأموال الإيرانية على المجتمع الدولي فتلك قصة أخرى تطول فصولها وتفاصيلها وربما أعود لها في مقال آخر في المستقبل القريب.
تعليقات