البطالة تفقد الإيرانيين الأمل في المستقبل

الاقتصاد الآن

290 مشاهدات 0


قال المستشار الاقتصادي للاتحاد الأوروبي مهرداد عمادي، المقيم في بريطانيا، إن إيرام تشهد بطالة جماعية بسبب تردي الوضع الاقتصادي للبلاد مع تشديد العقوبات على طهران.

وأضاف عمادي 'نكاد نرى بطالة جماعية في المدن وصفوفا للإعانات الاجتماعية. تقل البدائل المتاحة لهؤلاء وسينتهي الحال بكثيرين إلى الاصطفاف لطلب إعانات غذائية.'

وتكشف سلسلة من المحادثات الهاتفية أجرتها رويترز مع مواطنين إيرانيين مدى تفشي البطالة. وطلب هؤلاء ألا يجري الكشف عن هوياتهم أو أسماء ارباب عملهم بسبب حساسية المسالة.

وقال عمادي 'الارقام أبعد ما تكون عن الواقع' وهو يعتقد أن معدل البطالة الرئيسي يتجاوز 20%، وفقاً لوكالة رويترز للأنباء.

ويقدر اقتصاديون يقيمون في إيران وأعضاء في البرلمان أن ما بين 500 و800 ألف إيراني فقدوا وظائفهم في العام الماضي.

وضرب عمادي مثلا بصناعة السيارات أكبر قطاعات الصناعات التحويلية كسبب رئيسي لتراجع معدل التوظيف بعدما نشرت وسائل الإعلام الإيرانية أن انتاج السيارات ومكوناتها انخفض بنسبة 30 بالمئة على مدى الأشهر الستة الماضية.

وقال صندوق النقد الدولي في ابريل/نيسان إن الاقتصاد الإيراني نما اثنين بالمئة العام الماضي وتوقع أن ينمو بنسبة 0.4^العام الجاري لكن الاداء ربما يكون أسوأ كثيرا.

مستويات قياسية

وكانت إيران رابع أكبر دولة مصدرة للنفط في عام 2011 لكن بحسب الخزانة الأمريكية ومحللين فإن صادرات الخام هوت لنحو مليون برميل يوميا من 2.4 مليون في العام الماضي. وينفي مسؤولون إيرانيون هذه الأرقام.

ويقدر مركز الاحصاءات الايراني معدل البطالة عند 12.9%، في أول ثلاثة اشهر من السنة الفارسية التي بدأت في مارس/آذار وذلك بانخفاض أكثر من نقطة مئوية عنه في فترة الأشهر الثلاثة السابقة.

ويعاني الايرانيون تحت وطأة عقوبات اقتصادية فرضتها الدول الغربية منذ بداية العام بسبب مواصلة طهران برنامجها النووي الذي تقول واشنطن إنه يهدف إلى انتاج أسلحة.

ويقول اقتصاديون إن معدل التضخم الرسمي البالغ 25%، ربما يصل إلى مثلي ذلك واقعيا ويضيفون أن مئات الآلاف فقدوا وظائفهم نتيجة الحظر التجاري الذي قلص إمكانية التصدير وزاد من صعوبة حصول عدد كبير من الشركات الإيرانية على مواد خام حيوية.

وحتى حين تصلها المواد الخام فإن انخفاض قيمة الريال الذي انحدر إلى النصف في الاثني عشر شهرا الأخيرة يزيد الأعباء مما يضطر أرباب العمل لخفض الأجور.

وتكشف سلسلة من المحادثات الهاتفية أجرتها رويترز مع مواطنين إيرانيين مدى تفشي البطالة. وطلب هؤلاء ألا يجري الكشف عن هوياتهم أو أسماء ارباب عملهم بسبب حساسية المسالة.

وضع رهيب

وفقدت منى (31 عاما) وظيفتها في إدارة الموارد البشرية في شركة مقاولات خاصة تعمل في قطاعات النفط والغاز والتشييد قبل ستة أشهر ومازالت بدون عمل منذ ذلك الحين.

وبدأت الشركة خفض عدد العاملين بها البالغ ستة آلاف قبل ثلاثة أعوام لكن الاوضاع تدهورت العام الماضي ولم يصرف عدد كبير من العاملين أجورهم منذ شهور.

وقالت منى إنها فقدت وظيفتها بعدما بعثت وعدد من زملائها برسالة للمديرين احتجاجا على عدم صرف الأجور.

وأضافت خلال محادثة هاتفية من طهران 'في بادئ الامر لم يقلقني سوى كيفية تمضية الوقت ولكن سريعا ما اتضحت حقيقة الوضع الاقتصادي الرهيب.'

وفي سعيها لإيجاد فرصة عمل أنفقت من مدخراتها وباعت حليا ذهبية لسداد فواتير ونالت منها مشاعر اليأس وعانت من نوبات اكتئاب متزايدة.

وقالت 'فقدت الأمل في المستقبل. حين تفقد الأمل فلا شيء يهم'.

الان - ووكالات

تعليقات

اكتب تعليقك