الجاسر لأعضاء الأغلبية: الكويتيون ليسوا عبيدا لا لكم ولا لغيركم!
زاوية الكتابكتب سبتمبر 15, 2012, 8:07 م 1494 مشاهدات 0
الأنباء
رؤى كويتية / الكويتيون أحرار رغم أنف الأغلبية
باسل الجاسر
في تجمع الأغلبية المبطلة بساحة الإرادة مساء الاثنين الماضي تحدث أحدهم وكان واضحاً أنه نطق بلسان الأغلبية ولكن تسلطت الأضواء الإعلامية على المرسوم الذي أصدره في ختام حديثه المخالف للدستور جملة وتفصيلا، وتم الالتفات تماما عما هو خطير وجدير فعلا بتسليط الأضواء عليه وهو ما لمز وهمز به الى الشعب الكويتي من العبودية وتقديمه الخبز والأمن على الحرية ومعيشة الأحرار حيث قال «إنه تعلم من الشعب السوري الاتكال على الله، وتعلم منهم معنى الحرية في إشارة لوجوب أن يتعلم منهم الكويتيون معنى الحرية، وأضاف لا نامت عيون الجبناء، مردفا بأن بعض البشر تؤمن بأن الحرية أغلى من الخبز ولكن البعض يستهويه عيش العبيد فماذا يصنع له الأحرار؟ ماذا يصنع الأحرار لمن يستهوي عيش العبيد؟ إننا هنا في ساحة الإرادة ساحة الحرية والأحرار لا نقبل أنصاف الحرية والحقوق نأخذها كاملة والا فلا.. في حديث بدأه بالاستهزاء والتجني على مشايخ ورجال الدين الأجلاء بالكويت عندما قال رغم الفتوى المعلبة، وقد تخلل حديثه تمجيد للشعب السوري والليبي وحكاية طفلة عمرها 6 سنوات وعن عمر المختار.
هذا الهمز واللمز الذي طال الشعب كان أمام بعض أفراده الذين صفقوا له عدة مرات.. نسي هو وحضوره وأغلبيته الباطلة أو تناسوا أن الشعب الكويتي الحر الكريم العزيز هو الذي أذهل العالم باتكاله على العزيز الرحيم فهيأ له سبحانه صموده وعلو هامته رغم صغر حجمه في ملحمة الصمود والتحدي لآلة القتل وجلاوزة المقبور صدام حسين الذين لم يجدوا رغم البحث والتهديد والقتل كويتيا واحدا يتعاون معهم فقدموا نموذجا للحرية والإباء والتحدي قل نظيره في التاريخ المعاصر بل والغابر.. وهذا هو ديدن أهل الكويت منذ ثلاثمائة سنة.
إذن الحقائق والوقائع تجعل همز ولمز الأغلبية المبطلة كذبة كبرى ما كانت لتطال الكويتيين لو لم يكونوا أحراراً يرفضون أن يكونوا تبعاً لفاسدين يريدون تدمير وطنهم.. ساندوهم ولكن عندما كانت لديهم قضية القبيضة والتحويلات وعندما ثبت كذبهم فيهما فقدوا الثقة بهم فصدوا عنهم وسفهوهم.. ولأنهم أحرار ويستطيعون التمييز بين الغث من السمين قاطعوهم..؟ فما كان من هذه الأغلبية إلا اتهام الشعب الكويتي الكريم بالعبودية وتقديم الخبز على الحرية، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.. والمؤسف لو أن الأمر أتى من سفيه لقلنا سفاهة لا تستحق عناء الحديث ولكنها كانت تعبيراً عن رأي الأغلبية فقد كان يتحدث قراءة مما هو مكتوب وواضح بأنه متفق عليه.. وما يؤكد هذا بأن أحدا منهم لم يعترض أو يستنكر هذه الإساءات بل كانوا يصفقون له.. وبالرغم من أنه امتدح الحضور الجماهيري الذي أعلن سروره به إلا أنه قام بهذه التعديات القبيحة.. والله المستعان.
والغريب أيضا أن هذه الأغلبية التي أغلبها من الإسلاميين قبلت تعديه على كل المشايخ ورجال الدين في هذا الوطن الذين أفتوا بعدم جواز الخروج للشارع دون سبب سوى فرض إرادة الفساد والفاسدين المحتجين على اللجوء للمحكمة الدستورية لمعرفة مدى دستورية قانون الدوائر والذين يريدون ابقاء الوضع على ما هو عليه ولو كان بمخالفة الدستور ولو أدى لتدمير الوطن.
ومما تقدم يتضح أن هذه الأغلبية التي صار من أبرز سماتها استمراء تخوين مخالفيها والتعدي عليهم حتى وصلت لهذا الدرك، بعد صدماتها المتواصلة منذ شهر رمضان فبدأت تفقد صوابها نتيجة لتحطم مخططاتها ومؤامراتها على صخرة الوعي المتنامي للشعب الكويتي، فذهبوا في طغيانهم هذا المذهب الغريب العجيب في التعدي على الشعب الكويتي الكريم ذي الأفضال عليهم منذ سنين طويلة، وعلى مشايخ ورجال الدين منهم بصورة خاصة، واعلموا يا أعضاء الأغلبية المبطلة بحكم الدستورية بأن الكويتيين رجالا ونساء أحراراً رغم أنوفكم بل هم مدرسة تعلم الآخرين أصول الحرية وليسوا عبيدا لا لكم ولا لغيركم، ولن يكونوا إلا كما كان أسلافهم أحرار لا ينقادون ولا يسيرون إلا وفق قناعاتهم وبما تقتضيه مصلحة وطنهم، وسيعاقبونكم بما تستحقون في الانتخابات القادمة بإذنه تعالى، فهل من مدكر..؟
تعليقات