عن شاطيء النساء والباص الأسود؟!.. يكتب علي البغلي

زاوية الكتاب

كتب 1303 مشاهدات 0


القبس

جرة قلم  /  شاطيء النساء.. والباص الأسود

علي أحمد البغلي

 

خبران قرأتهما هذا الأسبوع تدور أحداثهما في إسرائيل أو (فلسطين المحتلة)، كما نحب أن نسميها، اكتشفت فيهما أن التطرف والتشدد حيال الآخر، وهو في موضوعنا هنا المرأة، هما واحد، مهما اختلفت الظروف والأيديولوجيات من حيث التسمية.

وأقصد هذا الخطاب المتطرف المميز ضد المرأة، لدى المتدينين اليهود من فئات معروفة، هم الأرثوذكس اليهود، والسلفية الإسلامية بتلاوينها واختلاف مذاهبها.

الخبر الأول، عن تحقيق محجبات مقدسيات فلسطينيات رغبتهن، أخيراً، بالسباحة، وذلك باللجوء إلى شاطئ تقصده المتدينات اليهوديات في تل أبيب، وهو شاطئ تحوطه قواطع خشبية مع مدخل منزو بعيداً عن عيون المارة والرجال، تجلس عند مدخله حارسة إسرائيلية قرب لافتة كتب عليها «شاطئ منفصل».

المقدسيات (كما يقول الخبر الذي نشرته صحيفة «الحياة» في 2012/9/10) ارتدين ملابس خاصة بالمحجبات جلبنها من مصر تغطي الشعر والرقبة، ولم يظهر من أجسامهن غير الوجه واليدين، وقالت إحداهن «لم أسبح في البحر منذ زمن بعيد، ولا استطيع ارتداء ملابس بحر مكشوفة لأني متدينة، ولا أعرف من سيراني». على الشاطئ، استلقت نساء يهوديات بلباس البحر «بكيني»، بينما بقيت اليهوديات المتدينات بملابسهن الطويلة، يسبحن بتنانيرهن الطويلة ويغطين رؤوسهن بالقبعات أو بملابس البحر مع شورت قصير فوق المايوه.

عندما قرأت الخبر، تذكرت اقتراح أحد أبطال مجلس 2012 في مراقبة جزيرة كبر (أو كابري الكويت) واقتراح أحدهم بفرض لباس موحد لاستحمام النساء، وفرضهم من قبل قانون الفصل بين الجنسين في الجامعات، وتشجيعهم انتهاك القانون بقيادة السيدة المنقبة السيارات، وقائمة أخرى من قوانين الغلو والتزمت، يريدون فرضها على الكل من يقتنع ومن غير المقتنعين بأفكارهم ورؤاهم، وهو ما يميز الأرثوذوكسية اليهودية، عن شقيقتها الإسلامية. فاليهودية لا تفرض أفكارها على غير المنتمين لها، بعكس التشددية الإسلامية التي تريد من الكل أن يسير على هدى من أفكارها المتزمتة.

***

● «فيلم وثائقي عرضه التلفزيون الإسرائيلي، أخيراً، اسمه «الباص الأسود»، يفضح التمييز ضد المرأة عند بعض المتدينين الأرثوذوكس، حيث إن هناك حافلات خاصة «للمهادرين»، مخصصة للمتدينيين اليهود، حيث يمنع على المرأة الجلوس في المقاعد الأمامية، وتخصص لها المقاعد الخلفية، حتى لا تقع عليها عين الرجل وتفتنه! البرنامج يعالج علاقة المرأة بالرجل ضمن شروطها الدينية المتشددة، ويعري عبر الحوارات المفتوحة والصريحة واقعها على أكثر من مستوى، وكيف يحاول رجال الدين تغيير النص التوراتي لمصلحتهم. دون المرأة التي وصلت إلى مستوى بحث تفاصيل مذهلة في العلاقة بين الجنسين، مثل أسبقية الاستحمام، وعدم امتداح طبخ الزوجة حتى لو كان طيباً، واحتكار المتعة الجنسية للزوج فقط، وهي تفاصيل كما يقول الفيلم تهدف إلى التقليل من قيمة المرأة باسم النص التوراتي» - انتهى

الإسلام يوصينا بأن تكون العلاقة بين الزوجين مشوبة «بالمودة والرحمة»، ولكن البعض من ذوي الفكر المتزمت لا يلتزم بذلك الأمر الإلهي، مما يجعلهم لا يختلفون كثيراً عن أقرانهم المتشددين في الأديان الأخرى!

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم،،،

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك