أين يقع المواطن على أجندة تفكيركم؟.. سؤال لنواب الأمة يطرحه علي دشتي

زاوية الكتاب

كتب 796 مشاهدات 0


الشاهد

سؤال لنواب الأمة

علي محمد دشتي

 

الجدل الحاصل الآن بين نواب الأمة حول مسـألة المشاركة أو عدم المشاركة في الانتخابات إذا تم تعديل الدوائر الانتخابية يؤكد أن المصلحة الشخصية ما زالت تلعب الدور الأهم في صناعة القرار بين نواب الأمة. فما أكثر ما تتباين مواقفهم وينقسمون الى أغلبية وأقلية، ويحاول كل عضو فيهم أن ينتصر لوجهة نظره، حتى ولو كانت غير منسجمة مع المصالح العليا للوطن، وحتى لو أدى التمسك بها الى خلق أزمة سياسية، تتسبب في ارتباك الأوضاع لدينا. فالمهم أن يفرض كل نائب أو مجموعة نواب وجهة نظرهم، ليثبتوا أن الأمر أمرهم والرأي رأيهم.
ويعبر هذا النمط من الأداء عن حالة من حالات عدم النضج السياسي. فالنائب البرلماني الناضح يهمه المصلحة العامة قبل المصلحة الخاصة، وهو لا يهتم كثيراً بفرض رأيه أو وجهة نظره، ولا يتردد في التراجع عن هذا الرأي أو وجهة النظر اذا ثبت له خطؤها. فمصلحة الوطن تسبق المصلحة الشخصية لدى النائب الناضح، أما النواب الذين يتمسكون بوجهات نظرهم بصورة طفولية ويحبون الصراخ بها أمام عدسات وكاميرات الاعلام، فلا يتمتعون بالمستوى المطلوب من النضج السياسي الذي يجب أن يميز أدائه.
إن سكوت الحكومة عن اقتحام بعض النواب لمبنى مجلس الأمة وتباطؤها في محاسبتهم هو الذي أدى الى هذه الحالة من الاضطراب. فالحصانة البرلمانية لا تبرر ترك هؤلاء النواب دون مساءلة، وقد كان من الأولى أن تبادر الحكومة الى اتخاذ الاجراءات اللازمة لاسقاط عضوية هؤلاء النواب حتى تحقق الدرجة المطلوبة من الانضباط في الأداء السياسي.
الأفضل لنواب الأمة أن يتفرغوا لأداء دورهم في خدمة المواطن وتحقيق الصالح العام، فالمواطن لم ينتخبهم لكي يحققوا نجاحاً سياسياً يبرر لهم الظهور في وسائل الاعلام. وافتعال الأزمات واختلاق المشكلات لدفع الاعلام الى متابعة أخبارهم واجراء الحوارات معهم والتقاط الصور لهم. على كل نائب أن يسأل نفسه: أين يقع المواطن على أجندة تفكيري؟ وهل له الأولوية عندي أم لا؟ فاذا كانت الاجابة بنعم فهو نائب يفهم دوره، أما اذا كانت الاجابة بلا فليراجع نفسه ويفهم أنه يجلس على مقعده في مجلس الأمة بارادة المواطن، وأنه اذا لم يؤد واجبه - بالصورة المطلوبة- نحوه، فسوف يغادر مقعده في المستقبل ويتركه لمن يفهم دوره.

الشاهد

تعليقات

اكتب تعليقك