عن الرئيس الأسير؟!.. يكتب صالح الشايجي
زاوية الكتابكتب سبتمبر 10, 2012, 9:35 م 957 مشاهدات 0
الأنباء
بلا قناع / الرئيس الأسير
صالح الشايجي
من هو صاحب القرار في سورية الآن والذي يملك قرار الاستمرار في المواجهة مع الشعب أو الخضوع لإرادة الشعب والرحيل؟
هل هو رئيس النظام بشار الأسد؟
هكذا يفترض، لأنه الرئيس والمسؤول الأول وصاحب القرار، ولكن الحقيقة غير ذلك وهذا ما تشي به مجريات الأحداث وتصاعدها، فالتورط بالدم يجعل التراجع عنه أمرا صعبا إن لم يكن مستحيلا، والنظام في سورية قائم على فكرة التشكيل العصابي الذي يقتضي السمع والطاعة لرئيس العصابة في حالة السلم، ولكن حين تنكشف العصابة وتصبح طريدة اليد الأمنية يفقد رئيسها هيبته وسيطرته ويتحول إلى مجرد فرد في العصابة لا كلمة له ولا سيطرة على بقية أفراد العصابة، حيث تتساوى الرؤوس ويتساوى رأسه برأس أصغر فرد فيها ويفقد هيبته.
وهذا هو الواقع السوري الآن وواقع بشار الأسد بحيث لو أراد أن ينصاع للمطالب الشعبية ويسلم السلطة أو الهروب والنجاة بنفسه فإن ذلك ليس بمقدوره بسبب تطويق أفراد العصابة له وعدم سماحهم له بالهروب، وذلك لخوفهم من مصيرهم المحتوم، وهم لا يريدونه أن ينجو بنفسه بينما هم مهددون بتعليق رؤوسهم على أعواد المشانق.
كما أنهم يوقنون أن رضوخه الآن واستسلامه وتسليمه للسلطة سلميا لن يمر على خير وانهم سيبيتون في قبضة العدالة وهو الأمر الذي يُصعّب فكرة الاستسلام رغم الخسائر والهزائم المتتالية والمتكررة على رأس النظام بما يحصده جيشه من خسائر في المعدات والأرواح، فضلا عن الانشقاقات اليومية سواء في صفوف العسكر أو الساسة والتي وصلت إلى نائب الرئيس فاروق الشرع والذي بات الجميع يدرك أنه بات من خارج النظام حتى وإن بقي في الداخل السوري أسيرا.
الخلاصة أن بشار الأسد بات في وضع الأسير أو الرهينة بعدما فقد سلطة القرار والحكم والسيطرة على بقية أفراد العصابة، وهذا لا يعني أنه مختلف مع بقية أفراد العصابة، بل هو يتناغم معهم ويدرك المصير المحتوم الذي ينتظرهم، وهو يدرك انه لابد من المواجهة حتى النهاية، وهو القرار الوحيد الذي لا خيار له سواه.
فلا هروب ولا استسلام.
تعليقات