المواطن الكويتي مصاب بفيروس 'الصجة واللجة'.. برأي سعود السبيعي

زاوية الكتاب

كتب 974 مشاهدات 0


الأنباء

الخط الأحمر  /  أحب المأجورين ولست منهم!

سعود السبيعي

 

ثلاثة أشهر انقطعت فيها عن الكتابة وعن متابعة الأخبار المحلية والعالمية، ومن أخطرها وأشدها هما وغما على القلب الأخبار السياسية، ويا لطيف الطف، فيا لها من أخبار يشيب لها الولدان وتشيخ من هولها الحسان، لذلك قررت الهجرة المؤقتة، فاتخذت لي في الغربة مكانا قصيا، وبدأت في إعادة اختراع نفسي واكتشاف العالم من حولي من جديد، ولكني وصلت الى قناعة بأن المواطن الكويتي مصاب بفيروس «الصجة واللجة» وهو مرض عضال مزمن لا يرجى الشفاء منه إلا شفاء مؤقتا مرتبطا بالخروج من الكويت، لذلك تجد الكويتيين في الخارج متعافين من هذا الفيروس مؤدبين رائعين يفضلون الصمت والتأمل، ولكن حين عودتهم تعود إليهم حالتهم المرضية فيحمل كل منهم «مشعابه» ويبدأ بالصهيل والعويل، فحين عودتي المظفرة الى البلاد قبل ايام اكتشفت ان المرض قد استفحل أمره في بني قومي وان الوضع النفسي ازداد سوءا عما كان عليه في السابق ولم يستجد من أحداث سوى انخفاض حرارة الجو وارتفاع سخونة المواطنين مع ازدياد ملحوظ في وتيرة التصريحات والاتهامات، فالحكومة مازالت متآمرة والنواب مازالوا خونة والإعلام فاسد والكتّاب مأجورون، وأنا أحب المأجورين ولست منهم، علني أنال منهم شفاعة والرياضة مخطوفة والتجار حرامية و..و..و..إلخ، و«اضرب ولا تسمّ» وكأنك يا سعود ما هاجرت.

 ولا أدري من هو ذلك الشريف العفيف الذي يوزع صكوك العفة والشرف وصحائف الإدانة والاتهام على المواطنين، نريد ان نعرف ذلك الراهب الذي يمنح صكوك الغفران وزعيم الفرقة الناجية، وما هي معايير المواطن الصالح وعلامات الفاسد.

  ففي السابق كانت ساحة الإرادة هي معيار الطهارة فكل صاحب ذنب إن أراد التطهر من ذنبه فما عليه سوى الذهاب الى الساحة لكي يبرأ من ذنبه ويختم على جبهته انه من الناجين، ولكن اليوم لم تعد الساحة كذلك، فأغلب من شارك في «الإرادة» تم اتهامه بالنقائص وأصبح ما بينه وبين رفاق الساحة كالذي بين حماس ومنظمة التحرير، فيا لها من خيبة أمل حين تكون متهما في ذمتك ووطنيتك لمجرد ان لك قناعة تخالف قناعة غيرك، انهم لا يؤمنون بحرية الاعتقاد ونظرية الثابت والمتحول وترجيح المصلحة العامة للوطن، انهم يريدون من الجميع ان يكونوا مجموعة أصنام صماء لا عقل لها لا تفرق بين الشريف واللص، بل ان كل لص ومنتفع انتهازي يريد ستر عيبه عليه ان يندس تحت لواء المعارضة لأنها معارضة بلا ضوابط ومعايير لا تربطها وحدة عضوية بين أفرادها ويكفي للانضمام اليها ان تردد ما يقولونه فهي ترحب بالأعضاء الجدد دون ان يعرفوا عنهم شيئا، ومعارضو المعارضة ينطبق عليهم نفس الشيء فهم مجاميع تدعي خلاف ما تدعيه المعارضة ويمارسون نفس أسلوبها بتوجيه الاتهامات ولا تربط أفرادها روابط شخصية أو فكرية، بل مجرد العداء المشترك للمعسكر المقابل، وأنا هنا أتحدث عن الشكل العام للمعسكرين وبشكل خاص جمهور الفريقين، اما القيادات فيعرف بعضها البعض وهي من تخطط، فالتصريح مثلا هو إشارة غير مباشرة للجمهور ببدء فعاليات «الصجة واللجة» على العموم لا يوجد منهج أخلاقي ولا قواعد أدبية للخلاف السياسي في الكويت فكلها ممارسات عشوائية تنطلق بمزاج شخصي عدائي لا مهني، لذلك نجد التطرف والغلو هما السمة الغالبة على الجميع وفق مثل «من حرك بلش».

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك