حكومة التبرعات الخيرية
زاوية الكتابكتب سبتمبر 8, 2012, 5:26 م 1489 مشاهدات 0
بعد انتظار شهر كامل، حصلت على موعد في العيادة الخارجية في مستشفى الجهراء، فطلب الطبيب أن أجرى أشعة رنين مغناطيسي، أخذت الورقة وذهبت لمركز الأشعة والطب النووي، وصدق أو لا تصدق، حصلت على موعد في منتصف مارس القادم، في عام 2013، أي بعد ستة أشهر بالتمام والكمال. يحدث هذا في الكويت، الدولة الغنية التي تبيع نحو ثلاثة ملايين برميل نفط بقيمة مليار دولار يوميا يحسدنا عليها كل شعوب الأرض، وما علموا أن الناس تنتظر ستة أشهر لإجراء أشعة ليقرر الطبيب بعدها ما هو المرض وما هو العلاج، ستة أشهر من المعاناة والألم علينا أن نتحملها لأن فاسدا هنا ولصا هناك يقفون عائقا دون شراء أجهزة رنين مغناطيسي تغطي حاجة المرضى. *** وفي المستشفى أينما أشحت بوجهك ستجد حكاية عن الفساد واللصوصية في هذا البلد المبتلي، في طوابير البشر على كل شباك وأمام كل باب، بشر يتحاشرون عند أبواب غرف الأطباء وهم يعتصرون ألما ومرارة في انتظار ذلك الدور الطويل والازعاج. عجائز وأطفال يكابدون الأمراض والوجع في طرقات المستشفى المكتظة بالناس، من يتحمل مسئولية معاناتهم وآلامهم وشكواهم حين يخاصمونه أمام الله؟! *** وفي المستشفى والمستوصفات ترى إضافة إلى وجوه المرضى البائسة والمقهورة من ألم الانتظار وسوء الخدمات في هذا البلد الغني، ترى في كل زاوية جهازا مكتوب على ظهره 'تبرع من جمعية كذا التعاونية'، جهاز فحص قاع العين بتبرع من جمعية تعاونية، وجهاز غسيل الكلى بتبرع من أبناء المرحوم فلان، وجهاز فحص الضغط من فلان .. بل حتى الكراسي وأجهزة توزيع أوراق الطابور بتبرع من الجمعيات التعاونية والبنوك وأبناء المرحوم، بل أكثر من هذا مستشفيات ومراكز طبية بأكملها هي بتبرع من شركات وبنوك وبعض الميسورين، بل أبلى من ذلك رواتب أطباء وأخصائيي العلاج الطبيعي في 'مركز الفهد' تدفعها الأوقاف بتبرع من زكاة الناس كي يعملوا ساعات إضافية بعد الظهر لاستيعاب الأعداد الكبيرة من الأطفال المعاقين. بالله عليكم أي دولة هذه وأي حضارة وأي انجاز وأي أمانة إدارة وأكثر من نصف مؤسسات الدولة ومبانيها بين آيل للسقوط أو بإيجار مؤقت أو بتبرعات الخيرين؟ أين تذهب الأموال ؟ أين الدولة ؟!
تعليقات