التظاهر في ساحة الإرادة قد لا يكفي.. هذا ما يراه حمد الجاسر
زاوية الكتابكتب سبتمبر 6, 2012, 11:12 م 741 مشاهدات 0
الكويتية
وجهة نظر / على المعارضة التفكير 'خارج الصندوق'
حمد الجاسر
أيا كان ما ستعلنه المحكمة الدستورية في 25 سبتمبر الجاري، حول قانون الدوائر فعلى المعارضة الاستعداد للأسوأ، فمعلوم أن «الدستورية» تنظر في هذا الملف تحت ضغوط سياسية كبيرة معروف مصدرها، فإذا تفاءلنا وقلنا إن القضاء لن ينحني تحت هذه الضغوط فإن «الضاغط» لديه خيارات أخرى كثيرة غير القضاء.
ونستطيع أن نتلمس في الأزمة الحالية مظاهر القصور الكبير في دستور 1962 إذ فيه من الثغرات ما يحد كثيرا من قدرة الأمة على مراقبة السلطة، ويعطي السلطة أدوات كثيرة ومساحة واسعة للمناورة والالتفاف على الدستور نفسه.
وإذا حلمنا بأن «الدستورية» سترفض طعن الحكومة في قانون الدوائر، أو ستنفض يدها من هذا الملف بصورة أو بأخرى، فإن الكرة ستعود مرة أخرى إلى مجلس 2009 الذي ـ لو انعقدت جلساته ـ سيقرر حتما العبث بالدوائر، وإذا لم ينعقد المجلس فسيتم تعليق الوضع السياسي في البلد لشهور أخرى ـ وهو ما تفضله بعض الأقطاب ـ أو سيصدر مرسوم ضرورة تتولى من خلاله الحكومة العبث الكامل و»الجراحي» بالدوائر لمعاقبة نواب المعارضة كلا في دائرته.
وإذا لم تحدث معجزة أو تغيير «قدري» في مراكز اتخاذ القرار فإن الأمور سائرة نحو الأسوأ، ونحو مزيد من التعطيل للإرادة الشعبية، وهو ما يجب أن تضعه المعارضة وتيار الإصلاح في الاعتبار.
إن التظاهر في ساحة الإرادة كان وسيستمر أسلوبا مهما في مواجهة السلطة، لكنه قد لا يكفي، وعلينا أن نتذكر أننا تظاهرنا لأكثر من سنة من دون نتيجة إلى أن جاء حدث «غير دستوري» وحرك الجمود وهو اقتحام مجلس الأمة، لذا على المعارضة أن تفكر «خارج الصندوق»، وتصنع لها أدوات إضافية تؤثر في المشهد السياسي وتربك انفراد السلطة بصناعة الأحداث.
بقي أن نقول إن المعارضة وأغلبيتها لم تنزل علينا من السماء، فهي من الشعب وتحمل كل إيجابياتنا ومثالبنا ككويتيين، لذا يجب أن يتوقف البعض عن «التزعل» على المعارضة ونوابها، وكأنهم من يدير الدولة ويقصر في حل مشاكلها، فالخصم هو السلطة وانحرافاتها، وإلى أن ننجح في إعادة هذه السلطة إلى الالتزام بالإرادة الشعبية والقبول بها فأنه من المؤذي جدا الانشغال بمعارك داخلية صغيرة، يكفي أن الإعلام الفاسد يردح ليل نهار ضد نواب الإصلاح، ويؤجر مئات المرتزقة وشبيحة الإنترنت ضدهم.
أميركا ونفاقها في سوريا
إذا صح ما نشرته «النيويورك تايمز» الأميركية من أن إيران تشحن الأسلحة والتجهيزات القتالية إلى دمشق عبر الأجواء العراقية، فإن هذا يعني تورطا أميركيا مباشرا في دعم نظام بشار، فالقوات الأميركية لاتزال الجهة المسؤولة عن إدارة وأمن الأجواء العراقية، إذ ليس للعراق حاليا سلاح جو فعلي أو دفاع جوي.
«ما إلكم غير الله» يا أهل سوريا، وهو سبحانه نعم الناصر والمعين.
تعليقات