حياتك حصانك فاذا صنتها صانتك
زاوية الكتابكتب سبتمبر 6, 2012, 1:42 م 829 مشاهدات 0
كثرت خيبات الامل في وقتنا الراهن . فنحن نعيش في عالم المفاجات ،عالم من الأسرار التي لا نعرف الهدوء او السكون فيه . نسمع الأخبار السارة القليله ويغمرنا الحزن وقساوة الأيام مرارا . ننصف مرة لنظلم مرارا ، نقابل الأشخاص فنعطيهم الحب والوفاء والأخلاص لنأخذ الغدر والخيانة ، نغوص في العادات السيئة ونعطي الغير فرصة التغلب على طموحنا ورغبتنا في النجاح ، نبالغ في تصرفاتنا حتى مستوى الجنون والخروج عن المنطق. تصبح حياتنا سلسلةطوارئ , نعلق فشلنا فيها على شماعات الغير ،نكون جيدين فنصبح من الأشخاص ذوي المزاج العصبي الحاد . هذه هي الحياة وبكل بساطه . فيكيف نواجه .فاذا حصناها حصنتنا ودفعتنا الى مواجة الأمور بترويه وصبر, عسى الوقت يكون كفيلا بأصلاح الأمور .وبداية نصائحي لك ,فلا تركز على الأمور الصغيرة . فالحياة صغيرة بحد ذاتها .ففي المؤتمر الدولي الذي عقد في جامعة مونبيلييه في فرنسا كانت اهم الفوارق للنجاح تعتمد على القدرة في استيعاب الصدمات عند الشخص وكيفية التعامل معها . كان الغرب اكثر قدرة على التعامل .عنوانهم الهدوء في معالجة المشاكل .والقدرة التي نستطيع من خلالها الحكم على الطرف الأخر وهذا مفقود في مجتمعاتنا لاسباب عديده .فاذا كنا لا نستطيع ان نسمع نقداً عادلا ، فكيف نستطيع التعامل مع عيوبنا . يجب ان نعلم كيف نرضى بما نملك وان الكمال المطلق لله فقط ، فكل ما هو مطلوب ان نقوم بواجباتنا الحياتيه ولا ننغمس في الأفكار التي تأخذنا الى بعيد .فالحياة في تغير مستمر ، فلكل شيء بداية وله اكيد نهاية فكل شجرة تبدأ ببذرة وتعود للتراب واذ قست علينا الأيام وظلمتنا يجب ان نتذكر الأناس الطيبين الذين مروا في حياتنا ،اشخاص يستحقون منا توجيه الشكر خاصة اذا كانوا موجودين. الجأ اليهم وصارحهم فانهم نصف الحل لانهم يعيدون لك القدرة على التفكير .واخيرا يجب التواضع امام الناس لانك لا تعلم من تخاطب . فمن الممكن ان يكون اصغرهم اعلم منك واعرف ولكن لا يظهر الأمر، فتمتع بمزيد من الصبر ودرب نفسك عليه والأهم من كل ذلك لا تسمح لمشكلات الماضي ولا اهتمامات المستقبل بالسيطرة عليك في فترة الأزمات حتى لا تستمر في القلق والإحباط . واخرا ما لفت انتباهي في عالمنا العربي وهي بالنسبة الى الفرنسيين من اسوأ العادات هي مقاطعة المتكلم ومحاولة التكلم عن الطرفين فهذه من سمات الأشخاص المشغولين كثيراً ، والذين لا يدركون مدى الطاقة التي يستنزفونها لأنهم يتحدثون عن شخصين في آن واحد ، لذا ذكر نفسك قبل البدء في الحديث وتحلى بالصبر فاذا كنت ممن لا ترغب في مشاركتهم الحديث فأنسحب واذا كنت مضطرا في الجلوس اعطيه وجهك وابعد عنه فكرك ولا تجادله لانه اذا اساء لك كان يفكر في ذلك واذا استدرجك الى حديث كان يفكر في ذلك واذا عاتبك او انبك او جادلك لا تناقش فتخسر المبادرة في اخذ زمام الأمورواعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً ، واعمل لأخرتك كأنك تموت غداً.واليكن الغد غدنا ان شاء الله .
بقلم المستشار القانوني الدكتور محمود ملحم
تعليقات