متى نشعر أننا نعيش في دولة وليس مزرعة يملكها أشخاص؟

زاوية الكتاب

كتب 1107 مشاهدات 0


الكويتية

دولة أم مزرعة؟

د. سامي عبد العزيز المناع

 

الديرة ضايعة، والتيارات السياسية جميعها «داشة طوفة»، والسلطة لسان حالها يقول: «الله يسامحك يا عبدالله السالم»، والشعب «حايس بين حانا ومانا»، ويتساءل: وين رايحين؟ من السبب وأين الخلل؟ متى نشعر أننا نعيش في دولة وليس في مزرعة يملكها أشخاص؟ لماذا تحول مجتمعنا بأكمله إلى مشروع فساد؟ ولماذا لم نشهد فاسداً يُحاسَب؟ وكيف يستوي فساد دونما فسّاد؟ وأخيراً، من أين يبدأ الإصلاح؟

أما «وين رايحين؟»، «ما طلع من بطن أمه الذي يعرف الإجابة»، وأمّا المتسبب، فجميعنا مخطئون ونتحمل المسؤولية. لكن من أسس للفساد ورسخ اختراق القوانين للسيطرة والهيمنة على الحياة السياسية؟ ومن وضع يده على أراضي الدولة فتسبب في الأزمة الإسكانية؟ ومن يعلم وحده ما هو «صندوق الأجيال القادمة»، وماذا يحتوي، وكم أمواله وأين تذهب؟ غير السلطة والشيوخ، ومن سرقوا أموالنا فترة الغزو، ومن تصدع بسببهم الحكم هم شيوخ، ومن كان سبباً في تشويه التركيبة السكانية كان شيخا، ومن جنّس عشوائياً لمصالح حقيرة كان أيضاً شيخا، وما نريد أن نقوله: إذا كان هذا حال الشيوخ فماذا ننتظر من الشعب؟

الغبي والذكي والحكومي والمعارض والوزير والغفير والخرافي والسعدون متفقون على أن الفساد في الكويت شجرة خبيثة ذات جذور تصل إلى بيت الشيطان، إذاً أين الفاعل؟ لماذا لم نشهد حالة واحدة لمحاسبة فاسد؟ ببساطة لأن الفاسدين هم من علية القوم وساكني القصور، مكتوب على جباههم ممنوع الاقتراب، تحميهم الدولة أو المزرعة، فتحول مجتمعنا إلى مشروع ضخم من الفساد لأن «المخرج عايز كده».

الإصلاح الحقيقي «اللي يجمد على الشارب» يبدأ من القمة إلى القاع، هو رأسي وليس أفقيا، يضرب الغني على رأسه قبل أن يخنق الفقير، يحاسب الشيخ بحزم قبل أن يظلم المواطن، فيصبح القانون هو سيد الموقف من غير تهاون أو تجاوز أو تمييز، وعليه ننتقل من إدارة الأفراد إلى حكم المؤسسات، وعندها فقط نستطيع أن نقول إننا نعيش في دولة وليس في مزرعة محصولهامن الجت والبرسيم. 

الكويتية

تعليقات

اكتب تعليقك