'الأغلبية' افتقدت الوقود الكافي لتسخين الشارع،،هكذا يرى ناصر المطيري

زاوية الكتاب

كتب 1185 مشاهدات 0


خارج التغطية

شارع الأغلبية وشارع الشعب!

عندما كان الحشد الشعبي الضخم في ساحة الارادة في 2011 ونجح في حملة «ارحل» وحقق النتيجة كانت هناك قضية كبرى أو قضية أمة ان صح التعبير التف حولها الشعب وعبر عن اصرار حقيقي وصلت رسالته للسلطة فاستجابت احتراما لارادة الناس.. القضية كانت هي قضية الايداعات المليونية لنواب سابقين وجهت لهم التهم رسميا بتقاضي مال سياسي وارتبطت بها قضية التحويلات المالية الضخمة عبر سفارات الكويت، سبقتها قضايا هزت ضمير المجتمع مثل قضية مقتل محمد الميموني تحت التعذيب الأمني، اضافة لتراكمات عديدة من الاخفاقات الحكومية.

وفوق هذا كله كان الاعلام في غالبه بصحافته وفضائياته داعما للشارع فأعطاه زخما وزاده وقودا، هذا عندما كان بعض اعلامنا يتمتع بحد أدنى من النزاهة والموضوعية! اذن كان الشارع آنذاك «متقدا» متفاعلا بحماس مع المطالب النيابية
اليوم المشهد مختلف والأغلبية تواجه معضلة مع تأييدنا لمطالبهم المستحقة- الا أنهم يفتقدون «الوقود الكافي» لتسخين الشارع، هم يفتقدون «قضية أمة» كالايداعات والتحويلات، يفتقدون إعلاماً يحمل مطالبهم ويوصل صوتهم.

معضلة الأغلبية اليوم أنها تلعب بتكتيكات متباينة أمام تكتيك حكومي موحد، ما يدور في اجتماعات الأغلبية من خلافات وتباينات في أجندات ومصالح أعضائها ينعكس بشكل مباشر على قوة وزخم تحركها في الشارع.

ولأن الأغلبية افتقدت الوقود الشعبي الكافي لتحركها ارتفع سقف مطالبها الى التحول الى نظام الوزارة المنتخبة والامارة الدستورية في محاولة لتخويف السلطة من هكذا مطالب، ولكن تفاجأ بعض أقطاب الأغلبية بمعارضة بعض أعضائها سرا أو جهرا لتلك المطالب التي هي من صميم الدستور أصلا، ولكن الثقافة الشعبية السائدة والتشويه الاعلامي الفاسد لتك المطالب أوجدا حالة تردد وحذر ازاء ما تطرحه بعض الأغلبية.

كثير من الناس اليوم يرى أن الأزمة الحالية ومحاولات حشد الشارع هي من أجل فقط قضية خاصة بمصالح سياسية لأعضاء الأغلبية ذاتهم تتعلق بسعي الحكومة الى تقليل فرص وصولهم للبرلمان، في حين يبتعد هؤلاء عن مطالب الناس الشعبية المقلقة والضاغطة كالاسكان والتوظيف وغلاء الأسعار وانخفاض رواتب مَنْ تجاهلت الحكومة منحهم كوادر وغيرها من قضايا يراها المواطنون ذات أولوية على طرح شعارات تتعلق بالحفاظ على الدستور والدفاع عن ارادة الأمة وما الى ذلك من شعارات «ماتوكل عيش» على رأي البعض. الأغلبية النيابية ان أرادت حشد الشارع بحماس شعبي فعليها احتضان مطالبه لا أن ترتفع عنها - مهما علا سقفها- بشعارات هي دون اهتمامات الناس الحياتية اليومية وربما يراها البعض من قبيل الترف السياسي..

خلاصة الكلام أقول للأغلبية: لكي ينزل الشعب لشارعكم، انزلوا أنتم أولا لشارع الشعب.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك