اللي ناقصنا في الكويت الآن هو أن يتوقف الراتب!

القبس

الله بالخير والنور  /  إلا الراتب.. يا معودين

د. ناجي سعود الزيد

اللي ناقصنا في الكويت الآن، وحسب الأوضاع المحيطة بنا، هو أن يتوقف الراتب، لأنه الشيء الوحيد اللي ماشي هو الراتب (والله يستر)، أما بقية الأمور فهي حاليا مكانك قف، أو الى الخلف در.

كل شيء مشلول!

وإذا مو مشلول «ماشي غلط»..!

مع الاسف نحن لا نشعر بأن هناك حكومة تدير البلد، وحتى إن وجدت، فهي بلا قرارات، وإن تفاءلنا كثيرا جدا جدا، فهي لتصريف العاجل من الأمور، وليس بالضرورة في الاتجاه الصحيح! ومجلس الأمة مجمد، فرغم حكم المحكمة الدستورية فإن مجلس 2009 لم يتمكن من عقد جلسات!

والأغلبية، التي تمثل مجلس 2012، وجدت نفسها محصورة بأقلية، أقل ما يقال عنها إنها آخر من يؤمن بالديموقراطية والرأي الآخر.. وكل ما أتحفونا به حسبة ومنابز وتحد مأكول خيره!

الشعب مسكين مليء بالحيرة ومحبط إلى أقصى درجة، وأصبح يشك في كل أمر أو رأي يطرح، فلا تدري من هو الصادق ومن هو الكاذب.

أصبحنا - مع الأسف - دولة من ورق، والرياح تحركها يمينا مرة ومرة شمالا ومرة إلى الامام مقابل مرتين الى الخلف!

حتى البوادر حسنة النية اختفت، لأن من يقوم بها عادة أصابهم اليأس من تحسن الأوضاع، ويلتزمون حاليا الصمت أبرك لهم!

الناس ملّوا من الشلل الذي تعانيه الكويت، وملّوا من الوعود والتصريحات، ويريدون أفعالا إيجابية للخروج من أزمة ربما كانت مفتعلة، ولكنها ليست مؤقتة كما كان البعض يأمل أو يتخيل.. هذه الأزمة أصبحت داء مزمناً وهذا الداء يحتاج الى علاج جذري لابد ان تكون مبادرته الأولى حكومية بنظام يحاكي النظم العالمية في الدول المتقدمة، فلا يمكن أن يستمر الوضع على ما هو عليه الآن، فالجهة التنفيذية الوحيدة شرعيا هي الحكومة، وعليها أن تبادر إيجابيا بقرارات تتسم بالحكمة والدراية، لا بالاستمرار بالتفرج على الأمور، وكأن الأمر لا يعنيها..

لا يجوز ذلك، ولا يجوز أيضا أن يستمر هذا النمط من الشلل.. ولابد من علاج له وهذا العلاج بيد الحكومة..

فهل ستبادر لكي تتحرك الامور، أم ستسكت ويستمر الشلل؟!