ما فعلته 'مهر' من تحريف لخطاب 'مرسي' ليس غريباً على نهج ملالي ايران

دريشة الوطن

'مهر' ونهج الخميني

أحمد محمد الفهد

 

«اريك رولو».. صحافي فرنسي يتقن اللغة العربية، كانت له علاقة جيدة مع «ابو الحسن بني صدر» في فرنسا، ذات يوم وفي قهوة فرنسية، أخبره بأنه سيكون أول رئيس للحكومة.. في ايران! واستغرب «اريك» من هذه الروح والمعنويات العالية، ولم يعطها اهتماماً مبالغاً فيه، لان نظام الشاه بهلوي متين ومتماسك، وكيف سيكون بني صدر رئيسا للحكومة الايرانية وهو هارب من بلاده! ثم حصلت الثورة ضد نظام الشاه، واندلعت اعمال العنف، وتخلت أمريكا عن «شرطي المنطقة» محمد رضا بهلوي، تماماً مثلما تخلت عن الرئيس «المخلوع» محمد حسني مبارك، هذه الايام! لدرجة ان «شاه» ايران لم يجد ملاذاً، يلجأ له مع ابنائه وبناته، سوى مصر السادات.. وباقلاع طائرة الشاه، وصلت طائرة الامام الخميني من فرنسا، ثم طائرة قيادات الاخوان المسلمين، لمباركة النظام الاسلامي! وبالفعل صار «ابوالحسن بني صدر»، أول رئيس للحكومة الايرانية في عهد الخميني.. ثم دعا صديقه الفرنسي «اريك» لمقابلة الخميني في منزله.. في المقابلة كان «اريك» يطرح الاسئلة باللغة العربية، والخميني يجيب عليه بالفارسية، والمترجم يترجمها للفرنسية! وكانت الاجابات التي يحصل عليها، مختلفة تماماً عن الاسئلة.. ولما حاول «اريك» توضيح اسئلته، طُلب منه الاستمرار وعدم المقاطعة، وعندما انتهى اللقاء.. قيل له ضع اسئلتك على هذه الاجابات؟! ما فعلته وكالة الانباء الايرانية «مهر»، من تحريف لخطاب الرئيس محمد مرسي، في مؤتمر قمة عدم الانحياز، وذلك بالغاء الترضي على الخلفاء الراشدين التي وردت في خطابه، واستبدال سورية بالبحرين، في الترجمة للغة الانجليزية، لم يكن مستغربا ابداً على نهج ملالي ايران، بل كان منسجماً تماما الانسجام مع اللقاء الاول للخميني! ومتطابقاً مع موقف السيد حسن نصر الله مع الثورات العربية.. ففي سورية يدعو الشعب السوري للتهدئة وللحوار، وفي البحرين يدعو لتصعيد اعمال الارهاب ضد الشرطة!! ولولا العيب و«الفشلة» من كلام «العربان» والفرس والعجم و«الاحوازية».. لمسحت وكالة «مهر» خطاب مرسي من الترجمة، وقالت حضر الرئيس مرسي للمؤتمر وهو اول رئيس مصري يزور ايران بعد اغتيال السادات.. لكنه لم يتكلم حتى بكلمة واحدة!