في الذكرى الثانية عشر لرحيله
زاوية الكتابأنور الرشيد يرثي سامي المنيس: مواقف ولحظات
كتب أغسطس 29, 2012, 11:40 م 2025 مشاهدات 0
رحلت جسداً ولم ترحل روحاً
في مثل هذا اليوم قبل أثنا عشر سنة تحديداً فجعت الكويت خاصة والوسط العربي عامة في رحيل سامي المنيس من هذه الدنيا الفانية بشكل مفاجئ جعل من رحيله فاجعة حقيقة صدمت البعيد قبل القريب .
أعتدت في كل عام و في يوم رحيل أبا أحمد إلى البارئ عز وجل أن أرثيه بمرثية نذكر بها مواقفه واللحظات التي قضيتها معه منذ نعومة أظافري حتى يوم الثالث و العشرين من أغسطس 2000 ، في هذه السنة لن أذكر مناقب الفقيد لا أنها أصبحت معروفه و لا أريد أن أكررها بقدر ما أريد أن أقدم له كشف حساب عن مدى تطبيق توصية التي أوصانا بها قبل أقل من ساعة من رحيلة .
فقُبيل رحيله عن هذه الدنيا أتصل هاتفيا من القاهرة و كأن إتصاله على ما يبد أتصال وداعي يوصينا به على ديوانه ، وحتى هذه اللحظة وبعد أثنا عشر سنة ترن توصية بأُذني ، هذه التوصية التي مع الأسف يا أبا أحمد وأصدقك القول بها ، أننا لم نحفظها لك ولم نحققها وهذه حقيقة أرجو أن تسامحني بها، فبعد رحيلك ياأبا أحمد أختلفت الظروف وأنتهى تاريخ ليبدأ تاريخ جديد أتسم بالتراجع والتخلي عن كل القيمت النبيلة التي كنت أنت حاميها وراعيها وصاحبها الحصري الذي حاول أن يرسخها ويجعلها جزء من ديوان تاريخي ، ديوان أنطلقت منه أولى الندوات في تاريخ الكويت الأجتماعي والسياسي ، ديوان نقل العمل السياسي نقلة نوعية لم تكن موجودة في ما سبق غيرالأحاديث والمشارورات.
وللتوضح أنا هنا لا أنكر دور الديوانية الكويتية في عالم السياسية الكويتية ، وإنما أقصد عمل ندوة يحضرها عامة الناس وتتناقلها الألسن بحكم أن الصحافة بذلك الوقت مكممة الأحرف و مكسورة الأقلام فهذا التطور في العمل السياسي في الكويت لم يكن موجواً بدواوين الكويت ،ولكنه اليوم أصبح جزء من تاريخ الديوانية الكويتية وحدث ذلك بعد الإنقلاب على الدستور وتعليق الحياة السياسية الكويتية عام 1986 ، مما شجع الأخرين و بعدها انتقلت هذه الندوات بين دواوين الكويت وأصبحت جزء منها.
كنت وبلا شك يا أبا أحمد تريد أن يستمر هذا الديوان ببث هذه القيم الجميلة حتى بعد رحيلك ، ولكن مع الأسف يا أبا أحمد وأصدقك القول فهذه التوصية لم يعتنى بها ولم تُرعى فقط و إنما تم أجهاض كل من حاول أن يستمر عليها ومن أصرّ على الإستمرار بها ضُرب من ضُرب و حورب من حورب وأُقصى من أقصى ونُفي من نُفي قسراً أو إختياراً من ديوانك لكي لايتلوثوا على يد تجار الفساد وصبيانهم الذين أختطفوا ما يسمى بالسابق التيار الوطني حتى سيطروا عليه اليوم ويتحدثون بأسمه والدكتور أحمد الخطيب أطال الله بعمره شاهداً على ذلك وأتمنى أن ينفيه نفيا لكي أتقدم بأعتذار عن وصولي لهذه القناعة.
يؤسفني ياأبا أحمد أن أخبرك بهذا ولكنها الحقيقة التي يجب أن تصلك بكل الطرق ومثل ما عاهدتك في أكثر من مناسبة أن أوصل لك ما يحصل بديوانك الذي أوصيتنا به خيراً فها أنا أوصلها لك بكل تجرد وبدون مجاملة ولا مواربة ولا أبتقي ولا أنتوي من ورائها شيئاً .
إن كانت الأمور ياأبا أحمد تقاس بخواتمها كما يقول المثل فها هي الخاتمة تتجسد أمامي بشكل مقزز ومقرف فهي خاتمة غير سعيدة بكل ما أعنيه بالفعل غير سعيدة وها هو الواقع يؤكد ذلك فبعد رحيلك كل شئ إنهار ولم يعد مثل أيام ما كنت تقوده معركة تحريرالعقول والتنمية العقلية الحقيقة وإنما سيطر عليها تجار الفساد وصبيانهم بشكل من الواضح به أنهم كانوا يتحينون الفرصة تلو الأخرى لكي ينقضوا على قيمك ومبادئك لكي يجهضوها وقد نجحو بذلك مع الأسف الشديد ياأبا أحمد، فرحلت عنا بحسدك ياأبا أحمد ولكن بقيت قيمك وذكراك بيننا متمسكين ومسترشيدن بها ونطبقها وننقلها للأجيال القادمة عل وعسى أن يكونوا أفظل منا بصونها و تطبيقها ونشرها بالمجتمع.
رحمك الله ياأباأحمد وأسكنك فسيح جناتة وإن شاء الباري عز وجل في السنة القادمة وأن أمدنا بالعمر والصحة أن نسطر لك مايرضيك ونخبرك بأن الأمور بدأت تتحسن وتعود لما كانت عليه وإلى الأفظل .
أنور الرشيد
تعليقات