رِجلك لا فكرك هي التي تحدد موقفك اليوم.. النصف مخاطباً الكويتيين

زاوية الكتاب

كتب 1486 مشاهدات 0


الأنباء

محطات  /  قدمك اليوم.. تحدد موقفك

سامي النصف

 

لا حياد اليوم، فمستقبل البلد وأمنه رهن بتحرك قدم كل واحد منا، ويشترك في هذا الامر الشباب واولياء الامور، فنحن كحال اهل السفينة التي تحدث عنها رسول الامة صلى الله عليه وسلم ان تركنا بعضنا يخرق قاعها عبر الفوضى وضرب هيبة الدولة والخروج للساحات والشوارع غرقت وهلكنا جميعا معها، وان منعنا الفاعلين وأفشلنا مخططاتهم نجت سفينة الوطن ونجا الجميع معها.

ان لي ملاحظات ثلاثا اوجهها للشباب ممن لا اشك اطلاقا في حسن نواياهم ورغبتهم في الاصلاح، وهي:

1 ـ هل الكويت ودول المنطقة مستهدفة بمخططات الفوضى والتأجيج والشحن والنزول للشوارع التي اثبتت الايام والتجارب انها تنتهي في كل مرة بالتطاحن وسفك الدماء والقتل وتحويل البلدان المستهدفة الآمنة الى غابات متوحشة تسودها الفوضى والميليشيات والتهجير وغيرها من مآس وكوارث نشاهدها على شاشات الفضائيات، ويريد البعض منا تحويلها الى حقائق نعيشها على الارض؟!

2 ـ هل يعتقد احد ان من تدخلوا بنفوذهم او اموالهم في شؤون الدول الاخرى يعفّون عن الرغبة في التدخل في شؤوننا؟! ثم هل يشك احد في ان مخططات الخراب والتدمير تتم عبر شخصيات تدعي الوصال وحب الوطن ومحاربة الفساد والمحافظة على المال العام والحرص على الدستور والوحدة الوطنية.. الخ؟! كحال رجل الوطنية الكبير الزعيم ميشال سماحة، وكم من ميشال سماحة بيننا لن تطفأ ناره حتى يحترق البلد بشرارتها؟! وهل احرق لبنان والصومال والعراق واليمن وغيرها الا زعامات ورجال وشباب من تلك البلدان؟!

3 ـ هل الكويت بلد قمع وجوع وغياب حريات حتى يهددنا اصحاب الاجندات الخارجية التي وقفت ضدنا ابان الغزو الصدامي الغاشم بمشروع ربيع كويتي مدمر، في وقت تحاول فيه البلدان التي دخلت بمشروع الربيع العربي الخروج منه بأقل الخسائر، بعد ان استبدل القمع القديم بقمع جديد وساد الخراب الاقتصادي وغياب الامن واحتمال التفتيت والتشطير على بلدانه.

***

اخيرا، ان رِجلك لا فكرك هي التي تحدد موقفك اليوم، فخروجك للساحات هو موقف له تبعاته الخطيرة على استقرار ومستقبل البلاد، لذا يجب ألا يكون الخروج قائما على الفضول او التسكع او «بلاغة الشف»، فاذا كنت مؤمنا كما نؤمن بأن البلد مستهدف ويراد له ان يتحول من بلد أمن ورفاه الى بلد خوف وجوع وساحة صراع، فعليك ان تلزم مكانك، وان كنت تؤمن كما نؤمن بأن التغيير الذي يريده الآخرون لبلدنا والذي يمثله بعض التوجهات والقيادات السياسية هو «التغيير للأسوأ» والى كوارث تجعلنا نبكي ونترحم على احوالنا الحالية، فالزم مكانك، اما اذا كنت من المغررين او المغرر بهم فاخرج الى الساحات والميادين ولن تكون اول او آخر من دمر بلده بيده بسوء او حسن نية، ولنا فيما حدث في ربيع عام 90 خير عظة وعبرة.

***

آخر محطة: اذا ارتعبت وزارة الداخلية ولم تقم بواجبها بالتدقيق على هويات المتواجدين في الساحات وهو حق من حقوقها لمنع تزييف ارادة الشعب الكويتي من قبل الغرباء والمأجورين من غير الكويتيين، فسنقول وبحق: على الكويت السلام!

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك