ما رأيكم في زيارة مكيافللي للأمير؟!.. سؤال تطرحه فاطمة الشايجي

زاوية الكتاب

كتب 1341 مشاهدات 0


الشاهد

ميكيافللى يطلب مقابلة الأمير

فاطمة الشايجي

 

بعد موافقة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد على استقبال نواب المعارضة في 2011/11/1 وهي موافقة سامية لمعرفة ما يدور في نفوسهم وتهدئة ما يجول في خواطرهم، يطلب مكيافللي مقابلة الأمير للضرورة القصوى.
مكيافللي مفكر ايطالي قد يحتاج الى فيزا لدخول دولة الكويت هذه الأيام،وهو صاحب مبدأ » الغاية تبرر الوسيلة«، ولكنه أيضا صاحب مبدأ» كل شيء يهون من أجل الوطن«، ولم تكن نظريته التي قدمها عن البشر والتي تقول انهم خبثاء ويتمسكون بالمصالح المادية الى درجة أنهم على استعداد لتغيير أهوائهم وعواطفهم أتت من فراغ، بل هي أحوال عاشها مكيافللي في زمنه أدت به الى أخذ هذا الانطباع، ولكن يبقى هذا التساؤل: هل بوفاته عام (1527) وبانقضاء عصره لم تعد نظريته عن الطبيعة البشرية صحيحة؟
بالطبع، لقد تغيرت أمور كثيرة في الطبيعة البشرية وتم اكتشاف الكثير من الانطباعات بحسب الظروف التي أدت بأصحابها الى كتابة نظريات مغايرة لنظرية مكيافللي عن البشر،ولكن لا يمنع أن وصف مكيافللي للطبيعة البشرية هو جزء لا يزال موجوداً بين الناس، وقد تكون عند كل انسان فينا، ويجب ألا ننكره، ولكننا نضيف عليه أمرا مهماً وهو مع وجود طبائع سيئة تفضل المصلحة الخاصة، فان هناك ما يقابلها من طبائع جيدة تفكر في المصلحة العامة انطلاقا من أن الجزء وهو الفرد ينتمي الى الكل وهو المجتمع، وبذلك يصبح الانسان متعادلا. وقد تساعد الظروف المحيطة بالانسان أن تمحو ما هو سلبي وسيئ ويبقى ما هو ايجابي وجيد وهذا ما حدث ويحدث الى الآن مع أهل الكويت.
ولن أغالي اذا قلت ان الشعب الكويتي شعب يصعب أن نجد نظرية فلسفية تفسر وتحدد معالمه. واذا أمعنا النظر فيما يقدمه المفكرون من تفسيرات سنجد أن هناك فئة منهم قد اعتادت تحليل ما هو سيئ، ومعالجة ما هو مناف للأخلاق، واظهار ما يثير المشاعر الانسانية، اما لكسب قضايا تهم المجتمع الدولي، واما لوضع الحلول والاستراتيجيات التي قد تحسّن من الأوضاع المزرية في المجتمع. فهذه طبيعة المفكر أو الباحث في الشؤون السياسية أو الاقتصادية. ونجد هناك فئة أخرى تعبر عن رأيها في أن ما يحدث الآن في الساحة السياسية الكويتية لا يحتاج الى نظريات تصاغ لتوضح طبيعة الشعب الكويتي، بل يحتاج الى استراتيجية للعمل تبيّن للفئة التي تناست حب الوطن والتي تحاول التأثير على مشاعر الشعب الكويتي لمدى حبه لوطنه الغالي. ان ما يقوم به هؤلاء خطأ فادح، وتوضح لهم أنهم لن يستطيعوا اقتلاع هذا الحب من نفوس الشعب الكويتي.
والتبرير الوحيد لهذه الغاية التي يسعى اليها مفكرو الكويت هي أن طبيعة الحكم في الكويت يجعل حتى الانسان الغريب عنها يفضل العيش فيها لما فيها من أمن وأمان واحترام للانسان، وليس خيرها هو ما يستقطب الغريب اليها، فالله يهب الخير للجميع ولكنه يهب الحكمة لمن يشاء، وشاء الرحمن أن وهبنا الحكمة في حكامنا الذين سعوا الى خلق ظروف تساعد على تنمية ما هو ايجابي في الانسان الكويتي، ومحو ما هو سلبي منه. وبالاضافة الى هذا يوجد ما هو أهم من الظروف، ويتمثل ذلك بصورة جلية وواضحة في التعامل الانساني بين حكام الكويت وشعبهم ولكننا نجد هناك من استغل هذه الميزة والصفة لذا نجد في بعض الأحيان أصوات تتعالى وتقول »هذا مو كويتي وماخذ حقه كامل في البلد « ولكن هل تعرف لماذا يأخذ حقه كاملا في هذا البلد؟ لأنه يعامل كانسان وليس كجنسية، يعامل بسبب عطائه لهذا البلد وليس لأسباب أخرى، وهذه المعاملة يتحلى بها أهل الكويت وهي لم تأت من فراغ بل من حكام من مبادئهم » الحكمة « و»العزة«و »الاحترام «. فاصطبغ الشعب الكويتي بهذه المبادئ والتي تركت أثرا طيبا في سلوكيات الشعب الكويتي، ما اكسبه سمعة طيبة في المجتمع الدولي بأسره.
الا أن هناك فئة أفاقت مكيافللي من قبره فوجد أنه من الأفضل أن يناقش أمور هذه الفئة مع الأمير، فئة ليس لديها الاستعداد الى محو ما هو سلبي فيها، فئة تستغل الظروف لتفاقم السلبيات في داخلها عسى أن تحقق مصلحتها الخاصة. وهذه الفئة لا تحتاج الا أن تكون »القوة« مسطرة في يد الأمير لكي يصلح بها الأعوج ويبقى المستقيم مستقيما. فما رأيكم في زيارة مكيافللي للأمير؟ وهل سيوافق الأمير على هذه الزيارة؟ أتمنى ذلك ولكنني لأاعتقد أن الأمير سيوافق على هذه الزيارة، فالقوة ليست أحد مبادئه.
لقد قمت بكتابة هذه المقالة بعد يومين من مقابلة الأمير لنواب 2009 ولم تأخذ نصيبها الاعلامي والآن والحمد لله أخذت نصيبها وأجد أنها مازالت مجدية لأننا بالفعل نحتاج للقوة لكي يأمن الوطن والمواطن العادي.

الشاهد

تعليقات

اكتب تعليقك