'كارثية'.. الخضاري واصفاً تصريحات 'السلطان' و'الطبطبائي' حول شيعة الكويت

زاوية الكتاب

كتب 1576 مشاهدات 0


الراي

فكر وسياسة  /  المشكلة ليست في السلطان أو الطبطبائي.. أو الخضري!

د. سليمان الخضاري

 

التصريحات الكارثية التي أطلقها السيدان خالد السلطان ووليد الطبطبائي حول شيعة الكويت، والتي فهمها معظم المواطنين الشيعة أنها تستهدف ولاءهم وانتماءهم لهذه الأرض، وما تخلل تلك التصريحات من تصريح للسيد فرج الخضري، أمين عام ما يسمى بتجمع ثوابت الشيعة، وهو التجمع الذي نسمع فيه ولا نراه، حول وجود جيش من المواطنين الشيعة جاهز للدفاع عن الحكم في الكويت، كل هذا لا يهمني أو يزعجني في أصله، إلا أن الأهم والمزعج حقيقة في الموضوع هو السياق الاجتماعي والسياسي والثقافي الذي يحدث كل هذا من خلاله.
أقول لا يهمني في أصله لأن معظم مجتمعات الأرض لا تخلو من المتطرفين والمتعصبين الذين لا يرون سببا في مشاكلهم إلا الآخرين المختلفين دينا أو مذهبا أو عرقا أو لونا، وفي هذا تتشابه المجتمعات المتقدمة مع تلك المتخلفة، ولكم في الأحزاب اليمينية في فرنسا وهولندا وغيرهما خير مثال وبرهان على ذلك، إلا أن ما يجعل تلك المجتمعات الغربية بمنأى عن الآثار الكارثية لمشاحنات وتجاذبات من هذا النوع هو شيئان، أولهما، هو وجود سياق ثقافي ومجتمعي وسياسي ينبذ بشكل عام مجمل التوجهات المتطرفة والمتشددة ويزدري أصحابها، أما ثانيهما فهو وجود البيئة التشريعية والقانونية المعنية بمكافحة التمييز وتجريم خطابات الكراهية بما احتوت عليه من عقوبات رادعة من غرامات باهظة أو حبس يصل أحيانا لسنوات طويلة وهو ما يكفل بجعل أصحاب هذه التوجهات «يبلعون العافية»، ويفكرون عشرات المرات قبل بث سمومهم علنا وأمام الجمهور!
وغني عن القول طبعا اختلاف السياق الكويتي عن ذلك المذكور أعلاه، فالواقع عندنا، ولنكن صرحاء مع أنفسنا، هو أننا مجتمع جنح منذ فترة غير قصيرة للتطرف الديني والتشدد الطائفي، بل إننا في الحقيقة من أكثر دول المنطقة تشددا وتطرفا على مستوى الواقع الثقافي والاجتماعي والديني، والمشكلة كما ذكرت سابقا هي ليست في تصريحات السادة المذكورين أعلاه بقدر ما هي كامنة في وجود البيئة الحاضنة والمتعطشة لهذه التصريحات والمماحكات الطائفية وغياب النظم القانونية المجرمة لها بشكل صريح ورادع!
كلمة قبل أخيرة، وأعلم كم النقد والهجوم الذي سأواجه به، لكنني أقولها وبكل وضوح، إن إدانة التطرف في الجانبين لا يعني أنني أراهما في المستوى نفسه من الخطأ والجريرة، فالأقليات تتطرف عادة بسبب تطرف الغالبية الذي يُشعرها باستهداف هويتها وبقائها، وتلك بديهة سياسية واجتماعية يعلمها الكثيرون.
أما الكلمة الأخيرة فهي تلك الموجهة للسلطة... وهي:
«الله بالخير»!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك