كيف نفرح ونظام بشار يصدر الحرب الى لبنان؟.. بدر البحر متسائلاً

زاوية الكتاب

كتب 1151 مشاهدات 0


القبس

زاوية حادة  /  'بأي ذنب قتلت'؟!

بدر خالد البحر

 

غابرييل بونور شانيل، او كوكو شانيل، اسطورة عالم الازياء التي لن تتكرر، يصادف اليوم ذكرى ولادتها قبل مائة وتسعة وعشرين عاما، وليس الغرض هنا ان نذكر المرأة بهذه الاسطورة كي تهرع لمجمع الصالحية وتنفق مزيدا من الآلاف على الشنط والاحذية والملابس التي بلا شك انها من ارفع الاذواق في عالم الازياء، بل لنذكر المرأة بان سعر شنطة او حذاء او فستان من هذه الماركة يكفي لاطعام قبيلة كاملة في افريقيا ولاغاثة الآلاف في عالم يسوده الفقر والمجاعة والحروب، لاسيما في سوريا التي تقبع تحت واحدة من اكثر الممارسات الدولية اجراما بعد الحرب العالمية الثانية!

كوكو شانيل لو انها ماتت في الحرب العالمية الاولى التي اندلعت وهي في عقدها الثالث لانقطع ارقى خط من خطوط الفن والذوق بالعالم. نحن نعلم ان شانيل قد لا تعني شيئا عند البعض، ولكننا ذكرناها لنستغل اسطورتها ونطرح تساؤلا عن كم من اصحاب المواهب والابداع والعلم والاخلاق والدين يموتون في الحروب والصراعات والمجازر البشرية والتفجيرات الارهابية حول العالم؟! وكم من هؤلاء يخسرهم عالم الربيع العربي او العراق الذي عادت اليه التفجيرات يوميا؟

ان الحروب التي تحصد الابداع والموهبة والعلماء فإنها احيانا تترك بعضهم حسب تقدير الله فينجون كما نجت شانيل، وكذلك تترك بعض المجرمين فينجون منها امثال هتلر وموسيليني وستالين الذين لو انهم ماتوا في الحرب العالمية الاولى لما نشبت الحرب العالمية الثانية ولأنقذت حياة عشرين مليون ضحية.

إننا لا ندري كيف نستطيع ان نفرح هذا العيد والكويت تمر بأصعب ظرف سياسي، بعد الغزو، كشف هشاشة الدولة على جميع الاصعدة؟ كيف نفرح ومذيعي نشرات الاخبار قليلي الذوق في الفضائيات يبدأون النشرة بتحية وابتسامة ثم يعرضون لنا يوميا صور القتل والموتى من ضحايا المسلمين في سوريا وبعد انتهاء الخبر يبتسمون بكل قلة احساس ويقولون «ننتقل للنشرة الرياضية» ليجسدوا واقع مسلمي العالم الذين ينتهي جهادهم في رفع الظلم عن اخوانهم مع نهاية شعورهم بالحزن عند نهاية نشرة الاخبار؟! كيف نستطيع ان نفرح ومؤتمر العالم الاسلامي لم يستطع سوى تعليق عضوية سوريا؟

كيف نفرح ونظام بشار المجرم يصدر الحرب الى لبنان ليستعين بحزب الله على قتل شعبه بعد ان انكشف مخططه الارهابي باعتقال عميله في لبنان ميشال سماحة؟ كيف نفرح ونحن نرى روسيا والصين الملحدتين اللتين اعطيتا المجرم بشار رخصة مفتوحة للقتل، اصبحتا في ورطة مع تزايد القتل لانهما غير قادرتين على وقفه؟! كيف نفرح وكل ضحية بريئة تموت في سوريا لا تعرف «بأي ذنب قتلت»؟!

إن أصبت فمن الله وإن اخطأت فمن نفسي والشيطان.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك