'مخيف وغير آمن'.. الموسوي واصفاً الواقع المروري في الكويت
زاوية الكتابكتب أغسطس 13, 2012, 9:17 م 915 مشاهدات 0
القبس
المرور قضية جوهرية
د. حسن الموسوي
كشفت الورشة العالمية لتدريب الكوادر الوطنية في الجهات المعنية بالمرور وقطاع النقل في الكويت التي اقامتها الادارة العامة للمرور تحت رعاية معالي النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، عن التالي:
1ــــ ارتفاع معدل السيارات لكل بيت سكني الى 10 سيارات مقارنة بــ 5 في لندن و9 في باريس.
2 ــــ ارتفاع معدل وفيات حوادث الطرق لكل مائة الف نسمة في الكويت الى 13.7 عام 2011.
3 ــــ عدم كفاءة الطاقة الاستيعابية للبنية التحتية والشوارع وعجزها عن تلبية الطلب المتزايد على النقل.
4 ــــ قطاع النقل قطاع معقد يقع تحت مسؤولية جهات متعددة ذات اهداف متباينة مما يسبب هدر اموال الدولة وتشتت الامكانات.
5 ــــ خسائر دولة الكويت تزيد على 3 مليارات دينار سنويا بسبب الحوادث المرورية وما ينجم عنها من قتلى واصابات ومشكلات اخرى.
وفي حقيقة الامور، اصبح الواقع المروري في دولة الكويت واقعا مخيفا، غير آمن، لا يعرف الفرد عما اذا سيعود من مشواره ام لا، واصبح السير بالشوارع اشبه بالمغامرة، فالسيارات الطائشة التي تسير بسرعة خيالية جنونية والارواح التي تزهق بلا ثمن، والاستهتار بالقانون وبحياة الاخرين التي لا يملكون غيرها، وعدم القدرة على السيطرة والضبط الانفعالي خاصة عندما ترى في المرآة ان هناك سيارة من خلفك ملتصقة بشكل غير طبيعي بسيارتك ويريد منك ان تطير او تختفي، وعدم وجود مواقف كافية لاستيعاب هذا الكم الكبير من السيارات، هذا وغير ذلك جعل من قضية المرور قضية شعبية، وهم كل مواطن ومقيم، لذا يجب ان تأخذ الاولوية بالاهتمام والمناقشة والحل لربما اكثر اهمية من قضايا تناقش في مجلس الامة او خارجه. ويقول الدكتور بدر المطر رئيس الجمعية الكويتية للسلامة المرورية انه وللمرة الاولى نجد دولة طول السيارات مجتمعة اطول من مساحة الطرق، حيث يبلغ عدد السيارات بالشوارع عندنا مليونا و600 الف سيارة فضلا عن 120 الف سيارة جديدة في السنة والشوارع والطرق نفسها.
ولا شك ان قضية المرور اصبحت مثل كرة ثلج تتدحرج وتكبر في كل ساعة وتشكل خطورة اكثر وعدم امان اكثر، لذا فإن التفكير الجاد في حل مثل هذه القضية اصبح مطلباً شعبياً وضروريا، والاخذ بكل الوسائل من اجل وضع حد للحوادث والاختناقات، ولطالما ان محاور القضية ثلاثة: «الانسان ــ الطريق ــ السيارة» فلابد من العمل في مناقشة وحل كل محور، فالمحور الاول الانسان والذي يقع عليه العبء الاكبر في تحمل المسؤولية يجب تدريبه على الضبط الانفعالي والتحكم في سلوكه وزيادة ثقافته ووعيه المروري وغرس الاخلاق الحميدة في داخله اثناء القيادة قبل الحصول على اجازة القيادة، وتفعيل القوانين للحد من الاستهتار والرعونة.
اما المحور الثاني فيكمن في توسعة الطرق وخلق مدن ومناطق جديدة والبدء الفوري في مشروع المترو والتوسعة في المواقف والمرافق العامة. والمحور الاخير السيارة، فلابد من التأكد من صلاحية استخدام السيارة في الطرق ووضع قيود على امتلاك السيارة الخاصة وكذلك تنظيم استخدام التاكسي الجوال في الشوارع وتحديد ساعات العمل لهم.
خلاصة القول: ان قضية المرور تحتاج الى وقفة جادة الان وليس غدا، ولابد من تضافر الجهود والعمل الدؤوب لحل هذه القضية بدلا من ان تستفحل ويصبح الحل معقداً بل مستحيلاً، وكفاية هذه الارواح البريئة والدماء الزكية التي تذهب هدراً بسبب الاستهتار والرعونة، ويكفي القول ان حالات الوفاة بسبب حوادث المرور زادت الى 493 حالة في عام 2011، وهو رقم قياسي عالمي.
***
خالص التعازي للزميل العزيز الدكتور معدي العجمي على وفاة ابنه الشاب الغالي خالد في حادث مروري.. للفقيد الرحمة ولذويه الصبر والسلوان.
تعليقات