الطموح النووي الإيراني وتوسع حلف الناتو... وروسيا بينهما
عربي و دوليطموح الدب الروسي في حلم الوصول لمياه الخليج الدافئة، وأمريكا وأوروبا ومناطق النفوذ
إبريل 7, 2008, منتصف الليل 605 مشاهدات 0
ترى موسكو أن خطة أميركا لنصب ستة صواريخ اعتراضية في بولندا ونظام رادار متطور في تشيخيا يستهدف أمن روسيا،وفي الوقت نفسه قال الرئيس فلاديمير الرئيس فلاديمير بوتين إن سعي دول حلف الناتو إلى التوسع شرقاً من دون مراعاة مصالح بلاده يستهدف أمن روسيا أيضا ،خصوصا أن الحلف يحاول ضم أوكرانيا إلى منظومته وهي الفناء الخلفي لموسكو. فيما تؤكد واشنطن أن النظام جزء من الدرع المضادة للصواريخ المصممة لحماية الولايات المتحدة، والدفاع عن أوروبا في وجه تهديد بالستي يصدر من دول مارقة مثل إيران.
لقد سخر الرئيس فلاديمير بوتين من أن إيران تمثل بصواريخها تهديد للولايات المتحدة أو أوروبا الغربية، وتحدى السياسة الأميركية حيال إيران، مؤكداً أنه تنبغي مساعدة طهران للخروج من عزلتها بدلاً من تهديدها، وقال الرئيس فلاديمير بوتين: «لا يمكن لأحد أن يفكر جدياً بأن إيران ستجرؤ على مهاجمة أميركا... بدلاً من محاصرة إيران، علينا أن نتصرف بذكاء ونفكر معاً في طريقة تساعدها كي تصبح أكثر شفافية ونصبح قادرين على التكهن بتصرفاتها».
وفي سيناريو يعيدنا إلى أجواء الحرب الباردة قرر الرئيس فلاديمير بوتين أن يلعب بورقة الشرق الأوسط حتى تتعثر الولايات المتحدة في متاعب تلك المنطقة الساخنة فيلهيها ذلك عن خلق المتاعب لروسيا ،فأعلنت موسكو فشل اجتماعات انابوليس بين أطراف النزاع العربي الإسرائيلي ودعت لعقد مؤتمر يعالج مسألة الجولان لسحب البساط من تحت أقدام واشنطن أو إجبارها على العودة إلى المنطقة لحل الخلافات التي هي السبب في تركها عالقة
وإذا كان لنا من تعليق فهو حيال ثلاث نقاط:
الأولى جدية التهديد الإيراني لأوروبا كما تسوقه واشنطن .
والثانية هي حول إعادة استخدام سيناريوهات الحرب الباردة في الشرق الأوسط بين واشنطن وموسكو .
والثالثة هي موقف دول مجلس التعاون و العلاقات الإستراتيجية بين روسيا وإيران.
عن جدية التهديد الإيراني لأوروبا كما تسوقه واشنطن، يمكننا القول بأن نجاح تسويق واشنطن لمشروب (الكوكا كولا) لا يبزه إلا تسويق الخوف بين حلفاءها شرقا وغربا،فقد نجحت طوال القرن العشرين في إرعاب دول أوروبا الغربية من الخطر السوفيتي،وذهبت إلى حد القول أن النسق الأول من دبابات تي 72 التابعة للجيش الأحمر سوف تصل إلى مشارف باريس قبل أن يستيقظ أهلها . مقارنة ذلك باجتياح دبابات البانزر النازية لأوربا خلال مطلع الأربعينيات من القرن نفسه.وفي السياق نفسه نجحت في إرعاب دول مجلس التعاون الخليجي طوال عقد ونصف من الخطر العراقي بعد حرب تحرير الكويت ،وبناء على سياسة التخويف تلك تم توطين القوات الأميركية في السيلية وعريفجان والبحرين ، أما قدرات الصواريخ الإيرانية في الوصول إلى أوروبا فلا نرى إلا أن هذا التهديد لا يختلف كثيرا عن أسلحة الدمار الشامل التي كانت ذريعة الحرب ضد الطاغية صدام حسين 2003م.
ويبقى سؤال عالق: ماذا علينا في دول مجلس التعاون أن نقول إذا كانت إيران خطر على أوروبا؟
أما إعادة استخدام موسكو لسيناريوهات الحرب الباردة ،فنتوقع أن تكون النقلة التالية هي محاولة موسكو العودة إلى مياه الخليج العربي الدافئة من البوابة الإيرانية، لكن الأهداف المرجوة من هذه النقلة لم تتضح حتى الآن ، ومخطئ من يعتقد أن مصالح موسكو مع إيران لاتتعدى عمليات البيع والشراء للتكنولوجيا النووية بل أن هناك أبعاد إستراتيجية روسية أخرى،وفي ذلك يذهب الدكتور عاطف معتمد عبد الحميد الكاتب المتخصص في الشؤون الروسية إلى أن موسكو قد حققت مع إيران في السنوات الماضية أهداف إستراتيجية عدة أغرتها بالمضي قدما في التقرب من طهران، وقد كان من تلك المكاسب التحالف الإيراني الروسي أمام التحالف الأميركي الأذربيجاني حول الصراع مع أرمينيا وما يرتبط به من توتر الوضع في القوقاز الجنوبي الذي يشهد تسللا أميركيا وإسرائيليا. وهناك أيضا ابتعاد إيران طواعية عن لعب دور المنافس لموسكو على التخوم الجنوبية لروسيا رغم البعد التاريخي الكبير لإيران في إقليمي آسيا الوسطى والقوقاز. كما أن إيران كانت من أوائل الدول التي أعلنت رسميا أن الشيشان جزء من الجسد الروسي وليس أكثر من مشكلة داخلية رغم الشعارات الواعدة التي ترفع في إيران لنصرة القضايا الإسلامية سواء في بعدها الرمزي أو السياسي، وهو ما يعتبره أحد الأكاديميين الروس 'براغماتية مدهشة' من قبل دولة إسلامية بامتياز.
ومن النقطة الأخيرة يتبين لنا أن روسيا و لأبعاد إستراتيجية, مستعدة لرد جميل إيران بالإعلان أن منطقة الخليج العربي جزء من الجسد الإيراني وليست إلا تخوم يتوجب على إيران تأمينها كجزء من أمنها القومي، وهنا يمكننا أن نضيف الى قائمة همومنا أن دول مجلس التعاون لا تملك ما يمكن أن يغري الدب الروسي الذي عاوده الحلم القيصري بالوصول إلى خليج المياه الدافئة، ولا يتبقى لدول المجلس إلا الاحتماء بالمظلة الأميركية التقليدية أو بالمظلة الفرنسية الجديدة المزخرفة التي نشرها التي نشرها ساركوزي مؤخرا.
لقد سخر الرئيس فلاديمير بوتين من أن إيران تمثل بصواريخها تهديد للولايات المتحدة أو أوروبا الغربية، وتحدى السياسة الأميركية حيال إيران، مؤكداً أنه تنبغي مساعدة طهران للخروج من عزلتها بدلاً من تهديدها، وقال الرئيس فلاديمير بوتين: «لا يمكن لأحد أن يفكر جدياً بأن إيران ستجرؤ على مهاجمة أميركا... بدلاً من محاصرة إيران، علينا أن نتصرف بذكاء ونفكر معاً في طريقة تساعدها كي تصبح أكثر شفافية ونصبح قادرين على التكهن بتصرفاتها».
وفي سيناريو يعيدنا إلى أجواء الحرب الباردة قرر الرئيس فلاديمير بوتين أن يلعب بورقة الشرق الأوسط حتى تتعثر الولايات المتحدة في متاعب تلك المنطقة الساخنة فيلهيها ذلك عن خلق المتاعب لروسيا ،فأعلنت موسكو فشل اجتماعات انابوليس بين أطراف النزاع العربي الإسرائيلي ودعت لعقد مؤتمر يعالج مسألة الجولان لسحب البساط من تحت أقدام واشنطن أو إجبارها على العودة إلى المنطقة لحل الخلافات التي هي السبب في تركها عالقة
وإذا كان لنا من تعليق فهو حيال ثلاث نقاط:
الأولى جدية التهديد الإيراني لأوروبا كما تسوقه واشنطن .
والثانية هي حول إعادة استخدام سيناريوهات الحرب الباردة في الشرق الأوسط بين واشنطن وموسكو .
والثالثة هي موقف دول مجلس التعاون و العلاقات الإستراتيجية بين روسيا وإيران.
عن جدية التهديد الإيراني لأوروبا كما تسوقه واشنطن، يمكننا القول بأن نجاح تسويق واشنطن لمشروب (الكوكا كولا) لا يبزه إلا تسويق الخوف بين حلفاءها شرقا وغربا،فقد نجحت طوال القرن العشرين في إرعاب دول أوروبا الغربية من الخطر السوفيتي،وذهبت إلى حد القول أن النسق الأول من دبابات تي 72 التابعة للجيش الأحمر سوف تصل إلى مشارف باريس قبل أن يستيقظ أهلها . مقارنة ذلك باجتياح دبابات البانزر النازية لأوربا خلال مطلع الأربعينيات من القرن نفسه.وفي السياق نفسه نجحت في إرعاب دول مجلس التعاون الخليجي طوال عقد ونصف من الخطر العراقي بعد حرب تحرير الكويت ،وبناء على سياسة التخويف تلك تم توطين القوات الأميركية في السيلية وعريفجان والبحرين ، أما قدرات الصواريخ الإيرانية في الوصول إلى أوروبا فلا نرى إلا أن هذا التهديد لا يختلف كثيرا عن أسلحة الدمار الشامل التي كانت ذريعة الحرب ضد الطاغية صدام حسين 2003م.
ويبقى سؤال عالق: ماذا علينا في دول مجلس التعاون أن نقول إذا كانت إيران خطر على أوروبا؟
أما إعادة استخدام موسكو لسيناريوهات الحرب الباردة ،فنتوقع أن تكون النقلة التالية هي محاولة موسكو العودة إلى مياه الخليج العربي الدافئة من البوابة الإيرانية، لكن الأهداف المرجوة من هذه النقلة لم تتضح حتى الآن ، ومخطئ من يعتقد أن مصالح موسكو مع إيران لاتتعدى عمليات البيع والشراء للتكنولوجيا النووية بل أن هناك أبعاد إستراتيجية روسية أخرى،وفي ذلك يذهب الدكتور عاطف معتمد عبد الحميد الكاتب المتخصص في الشؤون الروسية إلى أن موسكو قد حققت مع إيران في السنوات الماضية أهداف إستراتيجية عدة أغرتها بالمضي قدما في التقرب من طهران، وقد كان من تلك المكاسب التحالف الإيراني الروسي أمام التحالف الأميركي الأذربيجاني حول الصراع مع أرمينيا وما يرتبط به من توتر الوضع في القوقاز الجنوبي الذي يشهد تسللا أميركيا وإسرائيليا. وهناك أيضا ابتعاد إيران طواعية عن لعب دور المنافس لموسكو على التخوم الجنوبية لروسيا رغم البعد التاريخي الكبير لإيران في إقليمي آسيا الوسطى والقوقاز. كما أن إيران كانت من أوائل الدول التي أعلنت رسميا أن الشيشان جزء من الجسد الروسي وليس أكثر من مشكلة داخلية رغم الشعارات الواعدة التي ترفع في إيران لنصرة القضايا الإسلامية سواء في بعدها الرمزي أو السياسي، وهو ما يعتبره أحد الأكاديميين الروس 'براغماتية مدهشة' من قبل دولة إسلامية بامتياز.
ومن النقطة الأخيرة يتبين لنا أن روسيا و لأبعاد إستراتيجية, مستعدة لرد جميل إيران بالإعلان أن منطقة الخليج العربي جزء من الجسد الإيراني وليست إلا تخوم يتوجب على إيران تأمينها كجزء من أمنها القومي، وهنا يمكننا أن نضيف الى قائمة همومنا أن دول مجلس التعاون لا تملك ما يمكن أن يغري الدب الروسي الذي عاوده الحلم القيصري بالوصول إلى خليج المياه الدافئة، ولا يتبقى لدول المجلس إلا الاحتماء بالمظلة الأميركية التقليدية أو بالمظلة الفرنسية الجديدة المزخرفة التي نشرها التي نشرها ساركوزي مؤخرا.
فايز الفارسي-الدوحة
تعليقات