التقارب مع إيران سيكون القشة التي ستقصم ظهر 'حدس'.. بدر البحر مؤكداً
زاوية الكتابكتب أغسطس 11, 2012, 8:59 م 864 مشاهدات 0
القبس
زاوية حادة / قشة 'حدس'
بدر خالد البحر
في شهر يوليو من هذا العام، وفي احدى ضواحي سان فرانسيسكو، دخل صديقنا حديقة عامة، وكان برفقة ابنته التي تدرس هناك، وكان معها كلب صديقتها الذي عادة ما يتنزه في مواعيد محددة. يقول بو أحمد انه شاهد أمرا غريبا، وهو انه بمجرد دخول الكلب الذي كان بصحبتهما الى الحديقة نهض كلب آخر كان مستلقيا تحت ظل شجرة مبتعدا عنها تاركا المكان له، فتبسمت ابنته وقالت لأبيها ان الكلاب هنا يحترم بعضها حقوق بعض، فلكل كلب في هذه الحديقة زاوية او ظل او بقعة يستلقي فيها وجميع الكلاب وأصحابهم يعرفون ذلك، يقول فدهشت لهذا النظام!
ونحن، بني البشر، ايضا لدينا ميثاق دولي لحقوق الانسان أصدرته الامم المتحدة قبل اربعة وستين عاما، ولكن بقراءة سريعة للتاريخ اتضح لنا ان هذا الميثاق يختص بحقوق الانسان الغربي الابيض، ثم تليه بقية الألوان من غير المسلمين فقط، ولو كان الميثاق للناس اجمعين لفزع الغرب المتحضر لوقف المجازر الوحشية التي تحدث الآن للمسلمين في سوريا وللمسلمين الروهينغا في بورما، كما فزعت الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية للمسيحيين السود في جنوب السودان حتى انشأتا لهم دولة في زمن قياسي!
ولعل الغريب ان ميثاق حقوق الإنسان صدر في قصر شايو في باريس، عاصمة أكثر الدول الاستعمارية وحشية، والتي لا يقل عنها وحشية بقية المستعمرين الاوروبيين، وهم من كنا نعتقد لفترة طويلة ان حلفهم (حلف الناتو) هو من بادر بقصف صربيا في التسعينات لوقف مجازرها بحق المسلمين الكروات، غير ان احد اعضاء المراكز الاسلامية في هامبورغ في ألمانيا الذي التقينا به منذ اسبوعين كشف لنا ما دار في كواليس ذلك الحلف الذي لم يكن ليتدخل حينها لولا الضغط الاميركي، لأن أوروبا لا تود قيام الإسلام فيها. وعليه يجب تكثيف مساعدتنا لاخواننا في سوريا، فالغرب لن يساعد المسلمين في سوريا من باب ميثاق حقوق الإنسان الذي يمنع بنده الخامس ممارسة التعذيب وتعريض الفرد لعقوبات قاسية او وحشية، لأن الغرب الذي يتحجج بالفيتو الروسي الصيني بمجلس الامن يهمه بالدرجة الاولى حقوق الكلب وابن الكلب الذي يتنزه بالحديقة.
* * *
لا نفضل انتقاد الاحزاب السياسية الاسلامية خوفا من ان ينسحب ذلك على الإسلام ويكرس المفهوم السلبي للدين عند عامة الناس الذين خلطوا بين ممارسات الجماعات السياسية الاسلامية وبين تعاليم الدين واركانه فسخطوا على الدين عامة، مع ان الفرق شاسع، فالاحزاب الاسلامية طغت عليها السياسة فانحرفت بعض مناهجها عن الدين وطغى على بعض زعاماتها المال وأساءت بعض ممارساتها للدين حتى صار الناس والحق معهم، يطلقون عليها مصطلحات الإسلام السياسي والاسلام التجاري، اي سياسة المصلحة الرخيصة التي للأسف تترجم ظاهر بعض تلك الممارسات.
ان علينا جميعا ان نؤمن ان الاسلام دين السياسة ودين الاقتصاد ودين الحياة الاجتماعية لكل الشعوب والعصور، وان من لا يؤمن بدين الله فهو اما كافر او ظالم او فاسق، وان الطامة الكبرى تكون بمن يدعي انه يعمل بشرع الله وهو على غير ذلك من بعض الاحزاب ومن زعاماتهم، وحتى لا نسيء الظن فإن على حزب الحركة الدستورية الاسلامية للاخوان المسلمين بالكويت (حدس)، ان يقدم لنا تفسيرا لتقاربه العلني مع إيران الذراع العسكرية للمجرم بشار الاسد، وذلك عندما دعت سفيرها للحضور إلى «غبقتها» الرمضانية، اي العشاء الرمضاني الاخير، تفسيرا غير الذي سمعناه من بعض نوابها والذي لم يكن مقنعا، واذا لم تقدم «حدس» تفسيرا مقنعا فستكون تلك الصور التي رأيناها والاخبار التي سمعناها اساسا نبني عليه اختيارنا في الانتخابات البرلمانية المقبلة وستكون القشة التي ستقصم ظهر «حدس».
إن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان.
تعليقات