طارق المطيري يكشف سبب تلكؤ الحكومة بحل مجلس 2009
زاوية الكتابكتب أغسطس 6, 2012, 9:38 م 1274 مشاهدات 0
الكويتية
الخروج الآمن للسلطة
طارق نافع المطيري
«بإمكانك أن تفرض رأيك اليوم ما دمت قويا، لكن اعلم أنك أكدت شرعية الأقوى بدل شرعية التوافق، فاستعد لليوم الذي لن تكون فيه الأقوى»
واضح للجميع المأزق السياسي والدستوري والقانوني الذي تعيشه الكويت اليوم، حالة من الفوضى والارتباك والضبابية، وواضح كذلك مأزق السلطة الذي يزيد بزيادة تعنتها ورغبتها في التفرد في القرار، وهي أصلا لا تملك سياسيا ولا أدبيا حق ذلك التفرد كونها لا تمثل إلا نفسها، ولا تمثل الشعب الذي لم ينتخبها ولم يمنحها الثقة والشرعية الشعبية.
ورغم ذلك نجد أن السلطة مصرّة على الطعن في دستورية الدوائر الخمس لدى المحكمة الدستورية، لينشأ ظرف الضرورة في حال الحكم المتوقع ببطلان الدوائر الخمس وعدم دستوريتها، مما سيتيح لها استصدار مرسوم ضرورة بتعديل الدوائر بعد حل مجلس الأمة، وربما هذا ما يفسر التلكؤ بحل مجلس 2009 الساقط سياسيا وشعبيا.
ربما، وأكرر ربما نحمل تصرف السلطة على حسن النية، وأنها ملتزمة أدبيا وسياسيا بالتوجه للمحكمة الدستورية لتبرئ ذمتها من تحمل مسؤولية معرفة الخلل الدستوري في الدوائر الخمس الحالية والسكوت عنه، لكن أنى لنا بحسن النية والسلطة حتى الآن تحاول إقصاء الآخرين جميعا، ولا تقرب منها إلا من يوافقها، بينما الأولى بها الجلوس مع الجميع للاتفاق على خروج آمن وسليم دستوريا من هذه الأزمة.
إن مواصلة السلطة في لعب دور اللاعب الوحيد بالساحة مستعينة بإمكاناتها وصلاحياتها، لا يكفي لاستقرارها فضلا عن استمرارها، لو كنت مكان السلطة ومن يتعلق بها وربط مصالحه معها أو ممن يفكر لها، لبدأت التفكير جديا بالمخرج الآمن، والبدء بإغلاق جميع الملفات، وأخذ ما يمكنني من الضمانات من الشعب قبل أن لا يكون هناك مجال ولا فرصة لذلك، ربما يكون ما ورد في هذه المقالة مجرد توقعات بعيدة أو مستحيلة، وفي هذه الحال لن يضر السلطة إهمالها، لكن المشكلة ستواجه السلطة إن صدقت هذه الكلمات كما صدقت كل الكلمات المشابهة التي قيلت في أماكن كثيرة من العالم العربي خلال السنتين الماضيتين، وأهملتها السلطة ثم ندمت على ذلك أو ربما لم يسعفها الوقت للندم.
إن السلطة وحتى هذه اللحظة لم تتعلم درسا مما سبق في الوقت القريب محليا وإقليميا وعربيا، وتعتقد أنها باللعب بهذه الهوامش الدستورية والقانونية تستطيع تنفيذ أجندتها الأحادية، وتنسى أنها وكعادتها قادرة على بدء المعركة وإشعالها، ولكنها أيضا كعادتها عاجزة عن التحكم في نتائجها، وإن وفقت مرة فليست هناك ضمانة للغلبة في كل مرة، خاصة أنها في كل مرة تحقق فيه نصرا محدود الأفق يحقق الشعب سقفا أعلى من المطالبات أصبح من الصعب جدا التراجع عنه أو القبول بأقل منه، وهو اليوم يطالب بحقه بانتخاب حكومته كاملة.
تعليقات