السياسيون العرب يمثلون على الجماهير لتحقيق مآربهم الشخصية!

زاوية الكتاب

كتب 886 مشاهدات 0


الأنباء

كلام مباشر  /  الإمارات.. اتعظوا بـ'أقسم إنني سأفضح'

فيصل الزامل

 

بمقارنة الكويت والخليج مع المناخ الحزبي في العالم العربي يمكننا القول اننا هنا في «سنة روضة» التي تتميز بالبراءة، في حين انتهى العالم العربي من تجاربه المريرة الى ان المبادئ التي رفعها حزب البعث في سورية مثلا كانت غطاء لطائفة فقط لا غير، وكذلك في اليمن حيث يذكر احد الديبلوماسيين الكويتيين ان الحزبيين اليمنيين من الشمال والجنوب قبل حرب 1996 كانوا يتبادلون الشتائم في اجتماعات الصباح ويتضاحكون معا في الليل وهم سكارى، فالسياسيون العرب يمثلون على الجماهير لتحقيق مآربهم الشخصية، وفي تاريخنا العربي المعاصر تأسست احزاب على ايدي طوائف مستخدمة شعارات براقة مثل:

٭ الحزب الشيوعي في مصر تأسس عام 1920على ايدي اليهوديين جوزيف روزنثال وهنري كورييل.

٭ في سورية ولبنان اسس الحزب الشيوعي يهود عام 1925 هم «الياهو تيبر، برغر، برنمو، نخمان ليفسكي، ابوسيام»، وفي فلسطين عام 1910 «شابلييف، راوول كارنبورغ».

٭ قال الشيوعي العراقي فؤاد كرم في «مذكرات شيوعي عراقي»: «كانت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي تتسلم مخصصات شهرية من اسرائيل والاتحاد السوفييتي».

وما بين اليهود وبقية الطوائف سرقت هذه الاحزاب بلادنا العربية باستخدام سلاح «هذا جبان خائن» و«هذا مناضل شجاع» وبموجبه تم في سورية فصل الجبان (...) من الجيش في الستينيات واستبعد غير الموالي للطائفة الواحد تلو الآخر حتى آلت قيادة الدولة الى الطائفة العلوية مع الابقاء على ديكورات مثل مصطفى طلاس في الجيش ومحمد العمادي في الحكومة، في حين تدير الطائفة كل شيء وتم تصوير النظام السوري بصورة البطل الذي يقود دول الطوق العربي ويحمل شرف مقاومة العربدة الاسرائيلية و..الخ، اطنان من الحبر والورق سوقت هذا الكلام عبر مثقفين لم يكونوا يصدقون من ينبههم حتى فات الاوان.

في الخليج، هناك من يريد تكرار هذه المعاناة، اطنان جديدة من الحبر والورق تتحدث عن معان براقة اخرى ولكن «الوعد قدام». المطلوب هو الاستيقاظ اليوم وليس «قدام» بعد ان نكون مثل السوريين، نريد استبدال لغة التخوين التي تستخدم لغرض غير شريف الى لغة الارقام، ففي لغة التخوين نسمع «أقسم بالله العظيم انني سأفضح» وغيرها من العبارات التي تمر عليها الشهور والسنون بغير اثبات شيء من تلك التهم او حتى ابراز اي من تلك المستندات المزعومة، لان الغرض منها قد تحقق باقصاء العناصر الامينة والكفاءات الجادة.

عموما، حالنا في الكويت مؤسف ولا يسر احدا، والمرجو ان يتعظ الاخوة في الامارات من هذه التجربة وبقية التجارب العربية التي افقرت الشعوب وأذلتها، بينما يقول احد الاخوة الاماراتيين في بيانه «ومع اقرارنا بارتفاع معدلات النجاح في سائر قطاعات التعليم والصحة والخدمات العامة في بلادنا» ثم «الا ان المتغيرات في الساحة الخارجية تفرض مراجعة الاداء السياسي»، وهي مقارنة غير موفقة، فالساحة العربية ثائرة على الفشل، فكيف يقارن ذلك من يشهد لبلاده بالنجاح؟!

المطلوب هو ان تسير التنمية السياسية في خط مواز وداعم للنجاح في بقية القطاعات وليس بالمناكفة له على النموذج الكويتي، ومن يتابع جلسات المجالس في عمان والسعودية فسيجد اداء جادا يتولاه متخصصون في شتى المجالات ممن يحملون افضل المؤهلات، فهل يقارن هذا مع مجالس صراخ يصل الى عضويتها من لم ينه تعليمه الثانوي؟! او موظف فاشل وحاقد على رؤسائه، ثم فجأة يتم تعيينه وزيرا فيتشفى من العناصر ذات الكفاءة التي كانت تعمل ليل نهار، فيستبعد هذا ويحقر ذاك امام الموظفين؟! هل هذا النموذج ـ الذي نكتوي بناره في الكويت ـ هو ما يريده البعض في الامارات لبلدهم؟!

كلمة اخيرة: مر عمر رضي الله عنه بحفارين يحفرون قبرا لزينب بنت جحش عندما توفيت رضي الله عنها في يوم صائف فضرب عليهم فسطاطا، فكان اول فسطاط ضرب على قبر.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك