الخرافي: هذه نصائحي للتقليل من حوادث الطرق!

زاوية الكتاب

كتب 2388 مشاهدات 0


القبس

السفاح الأكبر في الكويت يحتاج إلى وقفة ووقفية تردعانه

د. عبد المحسن الجار الله الخرافي

 

لا يكاد يمر يوم من أيام الكويت، إلا وقد وقعت فاجعة على الأقل نتيجة حوادث الطرق المختلفة، حتى وصل - على سبيل المثال لا الحصر - عدد الضحايا في شهر يونيو الماضي الى 38 حالة وفاة وارتفع عدد الوفيات جراء الحوادث خلال عام 2011 إلى 493 حالة وفاة، بينما كان في عام 2010 يبلغ 374 حالة فقط، ووصلت نسبة وفيات الحوادث في الكويت إلى 15 حالة لكل مائة الف نسمة سنويا، بينما النسبة العالمية الطبيعية هي 5 حالات لكل مائة الف نسمة، وذلك وفق الاحصائية الصادرة عن الإدارة العامة للأدلة الجنائية بوزارة الداخلية، ووفق تصريحات مسؤولي الإدارة العامة للمرور.

هذه هي نسب الوفيات وحدها، فما بالنا بنسب المصابين، والخسائر المادية والمعنوية الخطرة المترتبة على تلك الحوادث التي تفقد الكويت زهرة شبابها، وخيرة ابنائها، وتصيب العديد من اسرها واسر المقيمين فيها بالحزن والألم، كما تؤثر في سمعة الكويت نتيجة تجاوز الحوادث فيها للنسبة العالمية، رغم صغر حجم سكانها بالنسبة لبقية دول العالم.

وإذا تأملت - عزيزي القارئ - في عوامل وقوع تلك الحوادث تجد ان بعضها يتعلق بحال الطرق وتنظيم المرور رغم الجهد المشكور للمسؤولين عن المرور، وبعضها يتعلق بأخطاء ومخالفات في قيادة السيارات، والتي كثيرا ما تكون نابعة من الاستهتار والرعونة او التهاون، وقد تكون نتيجة إدمان السائق للكحوليات والمخدرات.

والتمكن من منع تلك الحوادث او التقليل منها ومعالجة آثارها يحتاج الى وقفة ووقفية لردعها.

اما الوقفة فإنها تكون من جانب كل اجهزة الدولة، لاسيما الجهات ذات الطابع التوجيهي والتثقيفي والإعلامي، وعلينا جميعا القيام بجهود موحدة ومتكاملة وشاملة للقضاء على هذا الظاهرة الخطرة، وذلك عبر العديد من الوسائل التنظيمية والتشريعية والتوجيهية والصحية، مثل:

1 - زيادة التدقيق في منح رخص القيادة، بحيث لا تعطى إلا لمن يثبت بالفعل قدرته الكاملة على تحمّل مسؤولية القيادة.

2 - إعادة تخطيط الطرق بما يساعد على تقليل نسبة الحوادث.

3 - التفكير في إنشاء وسائل نقل إضافية مثل مترو الأنفاق والقطارات على سبيل المثال.

4 - فضلاً عن تقبل استخدام النقل الجماعي من قبل المواطنين والمقيمين على السواء، وبالتالي التشدد في صرف إجازات لغير المستحقين لها بشكل فعلي.

5 - وكذلك زيادة الاهتمام بالعناية الطبية وتوفير المزيد من المستشفيات المتنقلة وسيارات الإسعاف لإغاثة المصابين.

6 - وكذلك تشديد العقوبات على المخالفات الجسيمة لقواعد المرور، لا سيما تجاوز السرعة، و«التفحيط»، وقيادة السيارة تحت تأثير مخدر أو مسكر.. إلخ.

7 - زيادة التوعية الثقافية والدينية والأخلاقية للسائقين بخطورة عدم الالتزام بقواعد المرور، وتنبيههم الى ان عدم الالتزام الكامل بها قد يدخل ضمن الأفعال المؤثمة شرعاً، نتيجة الاستهتار بحياتهم وحياة الآخرين، ومن وسائل تلك التوعية: إقامة الندوات، وتوزيع الأشرطة والأقراص المدمجة، وإعداد الأفلام الوثائقية التي تبرز الأضرار الناجمة عن حوادث المرور، وتنظيم دورات توعوية لراغبي الحصول على رخص قيادة السيارات، وللسائقين، لاسيما الذين يقودون الشاحنات وسيارات نقل المياه، والتي تمثل سوء قيادتها خطورة بارزة على الآخرين.

وأما الوقفية الرادعة، فإننا نعني بذلك ضرورة إنشاء وقفية خيرية يخصص ريعها لرعاية الجهود المختلفة التي تستهدف التقليل لأكبر قدر ممكن من حوادث المرور التي تهلك الحرث والنسل، ذلك أن جهود التوعية تحتاج بالتأكيد الى توفير الدعم المادي اللازم المتمثل في الوسائل المقروءة والمسموعة والمرئية، والذي يمكن الإسهام فيها عن طريق الوقف، وهذا ليس بغريب على المجتمع الكويتي المعطاء، كما أنه ليس بجديد فيما يتعلق بالوقوف، حيث كان الوقف دائماً يهتم بتيسير الطرق أمام العابرين، وبتوفير الأمن لهم والعمل على راحتهم من خلال وقف الخانات، والتكايا، وغيرها من الأوقاف التي كانت مخصصة لراحة المسافرين وأمنهم وسلامتهم.

وهذه دعوة للمحسنين لتوجيه جزء من صدقاتهم للإسهام في تلك الوقفية حفظاً للأنفس والأموال التي تهددها تلك الحوادث، وقد أبدت بالفعل بعض كبرى الشركات في القطاع الخاص استعدادها للمساهمة في تلك الوقفية.

ونعم الصدقة الجارية هي!

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك