الجويهل لم يخترع جديداً بحمله لواء العنصرية.. هذا ما يراه الذايدي

زاوية الكتاب

كتب 1605 مشاهدات 0


عالم اليوم

بلا عنوان  /  وما زلنا نتساءل.. دولة أم فريج؟

علي الذايدي

 

“التمثال موجود في الصخرة، وكل ما فعله النحات أنه أزال بعض الصخور هنا وهناك وأخرجه للوجود”.

الفئوية والعنصرية موجودة ومترسخة في أذهان البعض منذ زمن طويل، والجويهل لم يخترع أو يكتشف شيئا جديدا عندما حمل لواء هذا التيار، كل مافي الأمر أنه صرح به فانفتحت له مغارة علي بابا، الفرق الوحيد بين التطرف الفئوي سابقا والتطرف اليوم أنه أصبح اليوم يتم برعاية الدولة.

ولا شك ان المشهد السياسي الحالي والمستمر منذ استجواب الوزيرة نورية الصبيح أثبت بما لا يدع مجالا للشك أن الشعب الكويتي يعاني من أزمة في الانتماء،  فعندما تتأزم الأمور تبدأ كل مجموعة بالدفاع عن العضو الذي ينتمي اليها سواء أكان ظالما ام مظلوما، والمشكلة ان هذا الدفاع ليس مبنيا على أسس منطقية او قانونية ولكن على طريقة «اطلعلي بالهدة» والتي اشتهر بها الكويتيون قديما.

فعندما طالب العضو «البدوي» محمد هايف المطيري بتحويل رئيس لجنة الازالة الحضري البدر إلى التحقيق، ثارت ثائرة علي الراشد ومرزق الغانم وهددا بسحب جناسي الاعضاء المستجوبين ونفيهم إلى «الصمان والشيط» لأنهم اقترفوا إثما عظيما بتعرضهم لولد فريجهم محمد البدر، وكأن البلد ليس فيه قانون وكأن التحويل للنيابة او حتى مجرد المطالبة بذلك هو كبيرة من الكبائر، يجوز تطبيقها على ابناء المناطق الخارجية، لكن لا يجوز ان تعمم على ابناء الفرجان والسكيك لأنهم سامريون لا يجوز مسهم او التعرض لهم، خصوصا من ابناء المناطق الخارجية.

مخطئ من يعتقد ان الشعب الكويتي من الممكن صهره في بوتقة واحدة هي الوطن، فالتجارب الأخيرة أثبتت ان هناك ازمة ثقة بين الحضر والبدو وحساسية زائدة عند التكتلين، وكل تكتل يحاول ان يسقط الآخر أو يتصيد عليه الزلة.

ولا شك ان ظهور مصطلحات غريبة للتعريف عن الفئة التي يمثلها المواطن الكويتي اكبر دليل ان هذا الصراع بدأ يأخذ اشكالا متعددة ويظهر للعلن، ومن هذه المصطلحات «أهل السمك» و«أهل اللحم»أو «زرار وإلا زرارين» وغيرها من المصطلحات للدلالة على فئة هذا او ذاك.

المؤسف انه حتى الملتزمين دينيا او على الاقل ملتزمين ظاهريا أو ما يطلق عليهم «المطاوعة» قد انساقوا وراء هذا الصراع متناسين انهم يمثلون التيار الديني الذي لا يجب ان يميز بين الناس على أساس فئوي أو مناطقي وأكبر من يقود هذا التيار المتطرف فئويا نواب مثل علي العمير وعادل الصرعاوي الذي أصيب بنوبة من الهياج عندما استجوبت الوزيرة نورية الصبيح.

الكلام في هذا الجانب كثير ولكن في ختام هذا المقال بودي ان ارسل رسالة لعلها تصل الى أسماع العنصريين الذين لا ينفكون يرددون مقولة انهم «لا يطقون الطار مقلوب» واقول لهم ان الرجل الحقيقي ما يطق الطار أصلا، وان مجرد مسكة الطار الذي يعتبر من ادوات طقاقات الاعراس هي من محارم المروءة.

عالم اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك