مسلسل عمر الفاروق

تطبيقا لقوله تعالى (كنتم خير أمة أخرجت للناس ,تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر) نحتاج إلى توجيه إعلامنا في حدود معينة قابلة للوصول إلى نقطة مشتركة وكما علمنا أن اغلب المسلسلات الجديدة لا تعرض إلا  في رمضان وكأنه مكبّ لأفكار المخرجين والمنتجين والممثلين وغيرهم, ومؤخرا وإلى الآن حدثت ضجة اعلامية على مسلسل عمر بن الخطاب الذي يحكي عن حياته وحياة الصحابة والجاهلية بشكل مختصر وقبل ان يعرض كنت من المؤيدين له لأني لم استوعب حجم الفتنة الكبيرة بجانب الفائدة الصغيرة والكثير في 'التويتر' وغيره وجدتهم قاموا بحملة على مقاطعته ومصرون حتى الآن وهناك من يشاهده وهو غير راض وآخرون يتابعون للتسلية فقط, فيا أخواني اناشدكم من منطلق فطرتي السليمة ان مثل قصص الصحابة والأنبياء لاتقدّم للمشاهد بهذه الطريقة ولايجب فيها التجسيد, في قصة اسلام عمر بن الخطاب الحلقة التي شاهدتها كاملة لم تكن الجمل التي تقال على لسان عمر بن الخطاب كاملة  وخطوات القصة وتسلسلها ناقص نوع ما نحن لسنا أهل ان نمثل الصحابة ولا أحد فينا ولا نكذب على الناس ونقول ان هذا عمر وهذا ابو بكر وهذا بلال بن رباح , والأكبر من ذلك ان صفات عمر بن الخطاب الحقيقة لا تنطبق على الممثل الموكل إليه تجسيد الشخصية  كان رضي الله عنه قوي البنيان وشديدا لا واهنا وكان طويلا وابيض مشرئب الحمرة والكثير من الصفات الغير موجودة في الممثل ,وبعيدا عن ذلك كله أليس ذلك يربي في المشاهد العادي ابتعاده عن القراءة الاكتفاء بما يعرض له على التلفاز وخصوصا عند الأطفال فالطفل يصدق ويُسلّم بكل مايشاهد ,عندما تقرأ قصة صحابي لن يحاسب الإنسان على ماتخيله من شكل الصحابي او المكان والأحداث فالخيال يبقى داخلنا والجميع حر فيه ,ذلك أفضل من تجسيد صورة غير حقيقية للمشاهد فليس عيبا ان تتخيل ولكن أن تجسد وتفرض, وأنوه إلى نقطة اخيرة أن الذين يحلفون بالات والعزى ويسبون الرسول صلى الله عليه وسلم  من ابو جهل ولهب وغيرهم أليسوا ممثلون مسلمون الأصل ؟
فكيف يلعبون بالدين، وقال تعالى (وتلك حدود الله فلا تعتدوها ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون) تأملوا برنامج عمرو خالد (عمر صانع حضارة) تأثير قصة عمر وجمالها وأسلوب الدكتور عمرو خالد رائع يجعلك تبكي على ماضيعناه  وتحمل هم هذا الدين اكثر من مشاهدتي لتجسيد يخدش فطرتي, فرّب لنا الدكتورعمرو القصة من الأماكن والآثار التي خلفوها لنا وكم جاهد الرسول عليه الصلاة والسلام مع اصحابه حتى يصل إلينا الإسلام مستندا بأدلة وشواهد ومايحمله من الموازنة ونقل الصورة القديمة وتطبيق القيم الإسلامية بشكل صحيح في مجتمعنا ,ومن جانب أخر برنامج د.نبيل العوضي (قصة الفاروق) سلاسة اسلوب ,ودراية وفهم للقصة ومواقف يقدمها لنا الدكتور بشكل ممتع ووعظي وترتيب محمود  غير مجسدة بشخصيات ممثلين او ممثلات لم ولن  يصلوا لدرجة التقوى والالتزام الذي كان عليه الصحابة , فلو كان قصدكم نشر الدين فهناك ألف طريقة لإيصال رسالة الإسلام دون هذه الأعمال أرجو ان يعودوا إلى صوابهم وأطالب بإيقاف المسلسل حفاظا على ديننا الحنيف . 

أفنان مالكي