د. ناصر المنيع يقترح تشكيل مكاتب للروح الوطنية والمعنوية!

زاوية الكتاب

كتب 897 مشاهدات 0


القبس

عذراً يا كويت..

د. ناصر سعود المنيع

 

عانى الكويتيون اشد المعاناة طيلة احتلال اسود بغيض، لم يمر على الكويت ما هو اشد منه ابتلاء، فكان القتل والتعذيب والأسر، كان الخوف والفزع والجوع، كل شيء تبدل بين لحظة وأخرى، من نعيم الى جحيم، من امن الى خوف، من شبع إلى جوع، من صداقات الى خيانات، ومن سكينة الى تشريد، فكل من عاصر تلك الايام شاهد بأم عينه كيف اختفت الدولة بأكملها عن الخريطة في محاولة لطمس الهوية الكويتية التي أراد الله عز وجل أن تظل في قلوب ابنائها، مرارة ما بعدها مرارة، وألم لا يوازيه ألم، عايشه كل من ينتمي لهذه الارض الطيبة، التي اعطت وتعطي وستعطي باذن الله.. مرارة وحسرة اعتصرتا قلوب الكويتيين جميعا في الداخل والخارج، بعد ان غدر فيهم من غدر ممن وقفوا معه وساندوه واعطوه ووثقوا به، ومع ذلك لم يثنهم ذلك التعذيب والقتل والأسر والتشريد من التلاحم والترابط والتعاون، والالتفاف حول قيادتهم السياسية بكل قوة وعزيمة، لتعود الكويت حرة ابية لأهلها في ظل آل الصباح الكرام، في تلك الايام سطر التاريخ للعالم اجمع كلمة مدوية الكويت للكويتيين، سنة وشيعة وبدو وحضر، تلك الايام التي استشهد فيها من استشهد من ابناء الكويت، وارتوت الارض بدمائهم، لا من اجل طائفتهم او انتمائهم، وانما ليعيش الجميع بأمن وتعود الكويت للجميع، رحمهم الله جميعا، واليوم بعد اثنين وعشرين عاما على كل ذلك، لا اعرف كيف اصف ما اشاهده، ويشاهده العالم اجمع!! من تشكيك في النوايا، وتخوين في الولاءات، كأن الولاء حكر على فئة محددة دون الاخرى، فالكل فاسد والكل سارق والكل خائن والكل له مصالح واجندت خاصة، فأبدعنا في العنصرية والتفرقة، تفاخرنا بكيل التهم والسباب في العلن، فسمع ورأى كل من شاركنا التحرير بدمه وابنائه من العالم اجمع سوء سلوك بعضنا وسواد قلوبنا، مما سنح للمتربصين بنا وببلدنا فرصة تلو الاخرى للنيل بطرقهم الخاصة من نسيجنا الاجتماعي وترابطنا وتلاحمنا، والتي يجدون لها الفرصة تلو الاخرى.

***

مجرد اقتراح

حفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه

رحمكم الله شهداء الكويت، فدماؤكم مازالت تعطر امننا وترسم مستقبلنا الجميل بإذن الله..

مكاتب ما بعد الغزو المادية عملت بنجاح، فيا حبذا لو تشكل مكاتب للروح الوطنية والمعنوية..

عذرا يا ذوي شهداء الكويت واسراها فغدا اجمل بإذن الله

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك