حرب الخرفان !!
زاوية الكتابكتب أغسطس 2, 2012, 10:36 م 2617 مشاهدات 0
يأكل الصينيون كل ما يتحرك باستثناء السيارات، و كل ما يطير باستثناء الطائرات، لهذا تحوي قائمة طعامهم الكلاب والقطط والفئران وغيره من الحيوانات المثير للإشمئزاز مجرد التفكير باكلها...تبا لكم ولوع الله جبودكم يا بني الأصفر!! هذه الأصناف لجأ إليها بالأصل الفقراء لتعذرشراء اللحوم التقليدية، فلجأوا إلى ما تجود به الطبيعة مجانا، ثم دخل الأغنياء على الخط من باب الفضول واصبحت بفعل الزمن من الوجبات الشعبية.
ما جرى في الصين وغيرها من الدول يريد البعض أن يحدث مثله في الكويت، يطارد الفقراء القطط والكلاب شارع شارع ..زنقه زنقه، من اجل وجبة لحم. نقول هذا بعد أن وصل سعر الخروف الأسترالي الذي كان يباع بتسعة دنانير فقط في منتصف التسعينات الى 48 دينار خلال شهر رمضان، وهذا سعر يزيد الصائم عطشاً ومحفظة نقوده تصحرا، حتى وإن هبط سعره أحيانا دينارين أو ثلاثة بعد كل تهويشه لوزارة التجارة بتحويل ثغاء خراف الشركة المستوردة إلى السايلنت، وكأن الشركة المحتكرة للسوق إحتكارا والمكوشة عليه تكويشا والمعنى في بطن التاجر، تريد أن توصل رسالة تحدي للمستهلك مفادها :'إذا كنت قد الشارب اللي في وجهك، أو إذا في أمك خير كما يقول المصبنه فاشتري خروف عربي'.
ولأن المقتدرين قد شواربهم وفي أمهم خير فسيشترون الخروف العربي ويجروه من أذنيه جرا إلى موائدهم، ويضعوا الخروف الأسترالي المقصوص ذنبه أشبه بكلب دوبر على الـ hold أما غير المقتدرين فسيكتفون بمشاهدة صورة باهتة باللونين الأبيض والإسود.
المشكلة أن إرتفاع سعر خروف رمضان، الاسترالي الجنسية، رفع تلقائياً سعر أخيه غير الشقيق الخروف العربي الى حوالي 80 دينار، بل ووصل الأمر بهذا الخروف المفتخر بعروبته الى أن يناطح بقرنيه الملتويين المائة والعشرين ديناراً في المناسبات، أي أن قيمته تفوق قيمة بائعه البنغالي والذي لا يساوي لأكثر من دراهم معدودة في نظر البعض، حتى لو بيع البنغالي كقطع غيار فلن ياتي حتى بسعر الهيئة الأمامية لخروفنا العروبي .
ولأن الغش يجر بعضه بعضاً في سوق اللحم الأسترالي وهو أكثر من اللحم المعروض، كان أشهر مظاهره ما يسمى بالمهجن وهو حسب تعريف الباعة له، خروف ناتج عن تزاوج خروف استرالي بنعجة عربي وهذا كما يقول عنه خبراء اللحم المحايدين 'طرقاعة من فناتك الباعة' الذين لا يرقبون في زبون إلا ولا ذمة، ثم لو فرضنا جدلاً بجدايل أو ظفاير انه مهجن، فهل هذا يعني انه خروف مستعرب أو ربما خروف عربي بالتجنيس، وهل نسله سيصبحون خرافا عربية بالتأسيس؟؟!!...سؤال نوجهه إلى الجزارين وأغنامهم معاً.
ولتفادي الغش عند الشراء تصنع الخبرة حتى تخرج بأقل الخسائر فحتما أنت مضحوك عليك..مضحوك ياولدي..فالغش في اللحم هو المكتوب، لذلك افتح حلق الذبيحة مثلا لفحص اسنانها، طبعاً دون الحاجة لفحص أسنان البائع هو الاخر!!
إن محاولات وزارة التجارة بكبح الجماح الهائجة لأسعار اللحوم ما هي الا لذر الرماد في العيون، والدليل الأسعار البعيدة عن أسعار الزمن الجميل والخروف الجميل، والتي ما زالت ملتهبة ونار يا حبيبي نار، توشك أن تلتهم بلهبها الفقراء بجيوبهم المهترئة المشتاقة لشم رائحة الدنانير أكثر من شوق النبي يعقوب لإبنه يوسف، والذين لن يجرؤوا أن يشتروا اللحم الأحمر حتى لو حول خروفنا الخواجة الاسترالي إرساله من 'مااااع..مااااع' الى نهيق..وبحبك يا حمااااار!! لهذا ان كانت الوزارة جادة بحل معضلة الاسعار، وما اظنها بجادة والعلم عند الله وعند الوزير، فيجب كسر الاحتكار لتهبط الاسعار اضطراريا، عقب اشتعال 'حرب الخرفان' بين الشركات المستوردة.
خالد بوقدوم
تعليقات