العيب مع الأسف كان ولا يزال في الناخب الكويتي.. هذا ما يراه الدعيج

زاوية الكتاب

كتب 914 مشاهدات 0


القبس

من يمزق الوطن..؟!  /  التصويت الفردي هو الحل

عبد اللطيف الدعيج

 

بعض المخلصين والحريصين على التطوير الحقيقي للنظام الديموقراطي يبذل جهودا متواصلة لتعديل النظام الانتخابي، خصوصا توزيع الدوائر، بحيث يؤدي النظام والتوزيع الجديد الى النقلة النوعية التي يسعى اليها في مخرجات العملية الانتخابية. حتى الآن كل «تجارب» التوزيع والتعديل الانتخابي لم تؤد الا الى مزيد من التعصب ومزيد من هيمنة القوى «الجمعية» على نتائج الانتخابات. لم يهزم التوزيع لا القبيلة ولا الطائفة لانهما مستقرتان في ذهنية وعقلية الناخب الكويتي الذي سيظل ينتخب «جمعيا»، سواء قسم المعنيون الدوائر الى خمس او عشر او خمس وعشرين. هذا يعني ان الطريق الوحيد لتطوير العملية الانتخابية يكمن في اجبار الناخب على التخلي عن التصويت لمرشحه القبلي او الطائفي.. وهذا لن يكون الا برفع مستوى وعي الناخب السياسي، وهذا ما سيتطلب زمنا ليس من مصلحتنا انتظاره. او بتقليص الاصوات بحيث يفرض هذا التقليص على الناخب الا يصوت جمعيا، اي الا يصوت لاربعة او خمسة مرشحين للقبيلة او الطائفة او حتى الجماعة في الوقت نفسه. ان الصوت الواحد، او حتى الصوتين، سيجبر الناخب على المفاضلة في انتخابات عامة بين ابناء «الجماعة» فيصرف النظر عن هذا لمصلحة ذاك، فينحاز سياسيا ووطنيا اليهم وليس قبليا او طائفيا كما هي الحال الآن. اي ان العملية ترادفية، الصوت الجماعي يؤكد الجمعية والصوت الفردي يؤكد فردية الناخب واستقلاليته عن المؤثرات الدينية او الاجتماعية وحتى «السياسية» التي قد تستغل الناخب في بعض الاحيان.

لم يكن هناك عيب في توزيع الدوائر، بل العيب مع الأسف كان ولا يزال في الناخب الكويتي الذي لا يزال اسير توجهاته الاجتماعية وعقيدته الدينية. لهذا رأينا الانتخاب الجمعي يغزو الدوائر الخمس، خصوصا الدوائر التي كانت في البداية بعيدة عن التأثيرات القبلية او الطائفية، حيث لمسنا في الانتخابات السابقة نشاطا ملحوظا وغريبا ايضا لتحريك «بلوكات» معينة من الناخبين وتوجيههم نحو انتخاب اشخاص او جماعة معينة. ففي الدائرة الثالثة استخدم «بلوك» الشيعة لدعم وتنجيح مرشحين حتى لم يفكروا هم في فرص النجاح. وكذلك استخدم بلوك «العتبان» لدعم النواب المتحالفين مع النائب فيصل المسلم. والامر نفسه في الدائرة الثانية، حيث جيرت اصوات قبيلة عنزة والقبائل الصغيرة لمصلحة مرشحين معينين. حتى حضر الدائرة الاولى تم تجييشهم في «بلوك» لمصلحة البعض بدعوى التصدي للشيعة او حتى العوزام.

قد يحلو لبعض السذج الزعم هنا بان الناخب ينتخب «وطنيا»، فالشيعي في «الثالثة» انتخب سنيا وهو امر جيد، والعتيبي انتخب دوسريا او هاشميا وكذلك ناخبو الدائرة الثانية القبليون الذين «وهبوا» اصواتهم لمرشحين من خارج القبيلة. هذا يبدو تطورا او انتخابا حضاريا او سياسيا للبعض، لكنه في حقيقته يبقى في نظر الباحث المدقق انتخابا قبليا او طائفيا صرفا لان الناخب هنا صوت بصفته، اي عتيبيا او شيعيا او عنزيا، صوت في بلوك ذي هوية طائفية او عصبية واحدة. ولم يصوت بارادة سياسية حرة كما يبدو على السطح. وهذا التصويت «الجمعي» المغلف بالوطنية او التوجه السياسي ليس جديدا، فقد ظل الشيعة يصوتون مرارا للسيد يوسف الرفاعي في شرق، كذلك كان العتبان يصوتون لخالد المسعود في الدائرة الخامسة وقتها (كيفان). هذا يعني ان «البلوكات» القبلية او الطائفية سوف يتم استخدامها في اي توزيع جديد او قديم للدوائر. ويعني اكثر ان من يدعو الى الدائرة الواحدة هم من يدعمون التعصب والانقسام في صفوف المواطنين الكويتيين. ويعني في النهاية انه الى ان يتطور وعي الناخب الكويتي.. يبقى التصويت الفردي هو الحل وهو الخيار الامثل.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك