عن المزايدات الأصولية الرخيصة في رمضان.. يكتب علي البغلي
زاوية الكتابكتب يوليو 31, 2012, 9:21 م 881 مشاهدات 0
القبس
جرة قلم / خمور وأمور
علي أحمد البغلي
رصدت الأسبوع الماضي تداول الحديث عن الخمور من المنتمين والمحسوبين على قوى أصولية، بشكل - وبنظري - لم يراع حرمة هذا الشهر المبارك.
التداول الأول تم من قبل الناشط الصاخب صاحب مركز «وذكر» أو «وكدر»، لا فرق، صاحب المطويات الصقيلة، لم يكتف بالتصريحات الجائرة لأعضاء المجلس البلدي من المزايدين على غلاة السلفية التكفيرية، بعدم الموافقة أو الترخيص لبناء كنيسة في منطقة جليب الشيوخ، وهو أمر سيرصد حتماً في التقارير الدولية وسينعكس على طلبات بناء جوامع ومراكز إسلامية في جميع أنحاء العالم، وسيستخدمه أعداء الإسلام في ضرورة المعاملة بالمثل، فإذا كانت الكويت التي حررتها الدول المسيحية من احتلال غاشم، ترفض إقامة أي كنيسة في الكويت، فمن باب أولى ألا تتم الموافقة على إنشاء مساجد ومراكز إسلامية قد تستخدم لبث الكراهية للغرب ومفاهيم الديموقراطية وحقوق الإنسان في تلك الدول؟!
نرجع لصاحب مركز «وكدر»، الذي هاجم بعنف وضراوة موقف وزارة الأوقاف من بناء الكنائس، ووصف دور الوسيط الذي تقوم به بين البلدية ومقدم الطلب، وشبهه بحمل الخمور من طرف إلى آخر، بحجة ان الحامل مجرد وسيط.. أضاف «فض فوه» أن قرار بناء الكنائس أعظم ضرراً من الخمر والربا والخنزير، باعتبار ان اثار بناء الكنائس تعود على عقيدة المسلم وتوحيده (الوطن 2012/7/27)، فهل هناك إساءة لعقيدة المسلم واظهارها بمظهر الضعف أكثر من ذلك؟ فقد وجدت الكنائس في الكويت قبل ان يكتشف صاحب ذلك القول شريعته المتزمتة، ولم نر نزوحاً من العقيدة الإسلامية لغيرها بسبب وجود تلك الكنائس!
***
الحكاية الثانية عن الخمور والإسلاميين هي أقل تزمتاً، وهي حكاية ذات مغزى.. رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي المنتمي لحزب العدالة التركي الأصولي، فوجئ عند حضوره لاحتفال أقيم في إحدى جامعات اسطنبول، ان الخمور تباع داخل حرم الجامعة! فأصدر قراراً بمنع البيع داخل حرم الجامعة، لأن الطالب يقصد الجامعة - على حد قوله - لنهل العلم وليس لاحتساء الخمر.. وقال ان من يريد ان يتعاطى الخمر ويسكر، فليفعل ذلك في مكان مناسب، خارج أسوار الجامعة، مؤكداً انه لا يريد إغلاق البارات! وليس لدينا تعليق على ذلك، إلا رفع البعض من أصوليينا لأردوغان رئيس الوزراء التركي الى مرتبة أولياء الله الصالحين، لمجرد انتمائه المذهبي، ولمعاداته للنظام السوري القمعي الحالي! وحب وقول.. وابغض وقول!
***
آخر شطحة أصولية خمرية صدرت من حزب الأصالة السلفي المصري، الذي طالب وزير الخارجية المصري بإصدار تعليمات قاطعة لأجهزة الوزارة والبعثات المصرية الخارجية، بعدم تقديم الخمور في الحفلات الرسمية التي تقيمها، وإعادة الميزانية المخصصة للخمور للوزارة.
الناطق الرسمي لوزارة الخارجية نفى أن تكون البعثات الدبلوماسية المصرية في الخارج تقدم أي خمور في حفلاتها الرسمية، أو تخصيص أي ميزانية في البعثات المصرية لشراء المشروبات الروحية، مبيناً ان الإنفاق على الحفلات الدبلوماسية الرسمية يتكفل به السفراء والقناصل بجميع تكاليفه من رواتبهم الخاصة!
فيا لها من مزايدات أصولية رخيصة، لا يجيد غيرها المنتمون لمثل هذه التيارات، مع أننا في رمضان، شهر المغفرة والتوبة والرحمة.. توبوا..
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
تعليقات