البلد يوجد فيه مكتبة واحدة فقط مقابل كل 500 مطعم!.. الرشيدي متعجباً

الأنباء

الحرف 29  /  'قرص عقيلي'.. الوزير

ذعار الرشيدي

 

في كل وزارات الدولة بند محدد يعرف باسم تشجيع المؤلف الكويتي، ويخصص جزء من ميزانية إدارة الإعلام في أي وزارة عادة أو جزء من ميزانية مكتب معالي الوزير لاقتناء كتب مؤلفين كويتيين على سبيل تشجيعهم، وبالتالي تشجيع حركة التأليف، ما يحصل في الحقيقة حتى في مكتب سمو رئيس مجلس الوزراء هو تطنيش المؤلف الكويتي، بل ومعاملته كأنه جاء هو وكتابه الذي ألفه ونسقه وأخرجه ليتسول أمام باب السلطان، رغم ان صرف مبلغ تشجيعي او حتى اقتناء عدد من النسخ لا يكلف سوى 500 الى 1000 دينار، وهو رقم أقل بكثير من تكلفة شراء أقلام رصاص ليكتب بها سعادة الوزير لمدة شهر.

عندما تذهب بكتابك الى وزارة التربية أو الإعلام مثلا أو حتى ديوان سمو رئيس مجلس الوزراء تريد ان تقدم جهدك، عملك الأدبي او العلمي او القانوني الذي وضعته بين دفتي كتاب استغرقت أكثر من 3 إلى 12 شهرا لجمعه وتنسيقه، هناك يقابلونك بجفاء او بشيء من الترفع عنك أنت ووريقاتك، بينما يمكن وببساطة لشخص حضر ليطلب رعاية مهرجان تجاري للطبخ ان يخرج بموافقة فورية ويحصل على ما بين 4000 و10000 دينار، وفوقها رعاية شخصية من الوزير، أما أنت يا من كتبت وحاولت ان تجمع شيئا سواء كان يوثق سياسيا أو تاريخيا لهذه المرحلة او حتى رسالة الدكتوراه الخاصة بك أو الماجستير. فلن يلتفت لك أحد. وإذا أردت أن تحصل على حقك في التشجيع، فإما أن تمزق كتابك، وتشرع في عمل مهرجان لطبخ «قرص عقيلي» وستحصل على «ما يطيب خاطرك» وفوقها رعاية من الوزير شخصيا، هذا على الأقل ما نراه، أو أن تلجأ لعضو مجلس أمة ربما لا يجيد حتى فك الخط ليتوسط لك لدى الوزير او المسؤولين عن التشجيع.

توضيح الواضح: لا عجب ان الوزير يرعى مهرجانات الطبخ، ولا يرعى المؤلفين الشباب، ألا تلاحظون ان البلد يوجد فيه مكتبة واحدة فقط مقابل كل 500 مطعم، واضح الخلل وين يا شباب؟!