«أبل» تتلقى رسالة قاسية من الأسواق الناشئة بقلم وكاترين هيل

الاقتصاد الآن

1076 مشاهدات 0


عندما أطلقت شركة أبل رسمياً آخر إصدار للأيباد في الصين الأسبوع الماضي، غاب الازدحام والطوابير التي كنا نراها في الأحداث المماثلة السابقة. وكان نزاع حول العلامة التجارية قد أجل إطلاق أجهزة أيباد في الصين، لكن حتى في آذار (مارس) عندما أصبحت الأجهزة اللوحية متاحة في هذا البلد من خلال باعة غير مرخصين، شكى تجار تجزئة من أنهم اضطروا إلى تخفيض الأسعار بنسبة بلغت 30 في المائة خلال الأسبوع الأول، بسبب فتور العملاء وعدم إقبالهم.

ويسري خوف بين بعض المستثمرين من أن سحر أبل لم يفلح في الصين التي تعتبر ثاني أكبر أسواقها بعد الولايات المتحدة، وذلك من خلال ما أظهرته نتائج الربع الثالث الأسبوع الماضي. ففي إعلان نادر الحدوث، قالت أبل إنها أخفقت في تحقيق توقعات المحللين على صعيد العائدات والأرباح. وأعلنت أن عائداتها في الصين الكبرى (الصين وهونج كونج وتايوان) انخفضت بنسبة 28 في المائة إلى 5.7 مليار دولار خلال الأشهر الثلاثة المنتهية في 30 حزيران (يونيو)، مقارنة بالربع السابق. وقفزت عائدات الصين الكبرى في الربع المنتهي في حزيران (يونيو) 2011، بمعدل بلغ ستة أضعاف.

وعلى الرغم من أن المبيعات الصينية لا تزال مرتفعة بنسبة 48 في المائة عما كانت عليه في الفترة نفسها من العام الماضي، عندما تتضاعفت مبيعات أيفون على أساس سنوي، إلا أن هذا سبب حرجا لهذه العلامة التجارية الجبارة وأثار تساؤلات حول جودة أداء أبل في أسواقها الصاعدة المهمة.

وقال تيم كوك، الرئيس التنفيذي لأبل، يوم الثلاثاء إنه لا توجد 'قضية اقتصادية واضحة' تعوق نمونا في الصين، إلا أن بعض المراقبين يرون أن إدمان الصين لمنتجات شركة أبل قد بدأ يخبو بسبب تدليل المستهلكين ووضع خيارات عديدة بين أياديهم في وقت واحد، كما أن الحساسية تجاه الأسعار تبطئ الاقتصاد.

وسعت سامسونج التي حصلت بالفعل على حصة من أبل في سوق الهواتف الذكية في الصين العام الماضي، إلى المضي قدما من خلال طرح موديلات جديدة لها نفس التصميم الجذاب، إلا أن سعرها منخفض. كذلك طرحت شركة هواوي الصينية المتخصصة في أجهزة الاتصالات الهاتفية مجموعة متنوعة من الهواتف الذكية التي يقبل عليها المستهلكون لصغر حجمها. وجاءت أسعار هذه الهواتف لتحطم أسعار أجهزة أيفون. ويقول المحلل بينديكت إيفانز، من مركز إنديرز: 'من الواضح أن تقنية الأندرويد حازت على قيم عالية من حصص الأسواق الصاعدة'.

وفي الصين نجحت شركة أبل على الأقل فيما يتعلق بخلق سوق جوهرية ذات معدل نمو 'مذهل' حسب وصف كوك، وذلك لأنها تخطت حدود القيم البيانية خلال أرباع العام السابقة. لكن بعض المحللين يرون أن تعليقات كوك بشأن الهند حيث تناضل أجهزة أيفون لتشق طريقها، مدعاة لقلق أكبر بالنسبة لنمو أبل على المدى الطويل بعد أن تشبعت أسواق الولايات المتحدة وأوربا. وفي معرض رده عن سؤال أحد المحللين بشأن الهند، قال كوك: 'أرى أن أمام أبل الكثير من الفرص على المدى المتوسط في بعض البلدان'. وتنمو التجارة وتتزايد الأعمال، وأضاف التوزيع متعدد المراحل المزيد إلى تكلفة وجود المنتج في الأسواق.

ويرى هوراشي ديديو، وهو محلل مستقل في شؤون الهواتف النقالة في أسيمكو، أن ما يسري على الهند يمتد إلى غيرها من الاقتصادات الناشئة. ويقول: 'هذه هي المرة الأولى التي تعطي فيها الشركة إشارة واضحة لسبب عدم نفاذها إلى الهند، وأعتقد أن هذا الأمر ينطبق أيضا على إفريقيا وأوروبا الشرقية'.

وأكبر عدد من الروابط في سلسلة توزيع التجزئة يتمثل في تغطية الجيل الثالث 3G، وقلة بطاقات الائتمان التي من خلالها يمكن شراء التطبيقات والموسيقى عبر موقع آي تون. وانخفاض مساعدات المشغل بالنسبة للهواتف الجديدة جميعها تجعل من هذه المنطقة مساحة يصعب على أبل أن تطبق فيها نموذجا ' متكاملا'، حسبما يقول ديديو.

ويضيف: 'إنهم مقيدون بالخيارات. وكمراقب لما يجري، فإن صبري بدأ ينفد تجاه عدم قدرتهم على كسر حبة الجوز هذه'.

ورغم أن معظم الهواتف في الهند ليست فخمة 'أو متميزة'، إلا أن نسبة حصص أبل في السوق تراوح ما بين 3 و4 في المائة، 45 في المائة منها تعمل بتقنية أندرويد التي أطلقتها جوجل، مقارنة بالولايات المتحدة التي يصل فيها عدد أجهزة الأيفون إلى نصف عدد الهواتف الذكية.

وبالنسبة للهند التي تعد واحدة من الأسواق الحساسة بالنسبة للأسعار، يظل الأيفون هو الأكثر ثراء ويباع بكثرة في سوق الأجهزة المستعملة، أو السوق السوداء.

ويقول سونيل كاشياب ( 27 عاما) إن الموديل الأحدث يصل سعره إلى 39 ألف روبية (700 دولار) وهو ما يتخطى ميزانيته. ويضيف: 'لذا أفضل أبل، وجميع أصدقائي يرون أنها رائعة. لذلك اشتريت موديلا قديما من أحد أصدقائي بمبلغ عشرة آلاف روبية، أما غير ذلك فسيكون مكلفا جدا'.

وعرض ماهيش راؤول (25 عاماً) جهازه الجديد من طراز سامسونج جالاكسي على زملائه في متجر للملابس يعمل فيه في جنوب مومباي. وقال: 'تمتاز تقنية أندرويد باحتوائها على العديد من التطبيقات، والجهاز أرخص إلى حد ما، وهذا ما جعلني أختاره'.

ووصل متوسط سعر بيع جهاز أيفون إلى 630 دولارا خلال معظم الربع الحالي، وفقا لما أوردته كانكورد جينويتي. ومعظم الأجهزة التي تعمل بتطبيقات جوجل يقل سعرها عن 200 دولار ويقوم بتصنيعها مصنعون غير معروفين لدى الأمريكيين والأوروبيين، حسبما يقول إيفانز. ويقول مايكل والكلي، المحلل في كانكورد: 'لا أعتقد أن أبل ستنافس أجهزة الهواتف الذكية الرخيصة التي تعتمد على تقنية أندرويد. لكن يمكنها أن تطور أجهزة 3GS وهي الطراز القديم من أيفون بحيث يمكنها الوصول إلى سعر يجعل شراءها ممكنا في هذه الأسواق'.

ولا تزال أجهزة الأيفون القديمة محل إقبال وطلب. ونظراً لهبوط أسعار المكونات كلما توجهنا نحو تجارة التجزئة، فإن ذلك سيؤدي إلى فتح أسواق أخرى دون الإضرار بربحية أبل، لكن سعر أيباد ينخفض أسرع من سعر أيفون بما لا يقل عن 100 دولار عن سعر الطراز الأحدث وهذا ربما أسهم في تخفيض أبل للسعر بصورة تتخطى الهوامش المحددة للربع المقبل.

ويقول والكلي: ' لقد اخترعت أبل فئة الأجهزة اللوحية لذلك هم حادون فيما يتعلق بالسعر وسيسعون إلى تقليل هوامش الربح الصافية لحماية حصتهم السوقية الضخمة'.

وقال كوك يوم الثلاثاء: 'أعتقد أن الناس في الأسواق الناشئة يريدون منتجات رائعة كتلك الموجودة في الأسواق المتطورة. وهذا ما يجعلنا نتطرق بقوة إلى نقاط سعرية، وهذا ما سنفعله أيضاً'.

 

 

الآن:الاقتصادية

تعليقات

اكتب تعليقك