نحن 40 مليوناً .. لا 27 مليوناً ..بقلم راشد محمد الفوزان
الاقتصاد الآنيوليو 31, 2012, 8:57 م 652 مشاهدات 0
الأزمة تأتي من رحم سوء التخطيط أو عدم القدرة المالية أو الفساد، ولكن سأضع الخيار الأول وهو « التخطيط « أنه أساس الأزمات، فهي لا تغيب .. أزمة الكهرباء الآن والانقطاعات، أو المياة، أو المطارات، أو النقل، أو الزحام، أو تأخر الصرف الصحي والسيول، وغيرها من أزمات أصبحت تعيش معنا كل يوم ومن سنوات ولا نرى مخرجا نهائيا لها حتى اليوم.
وحين ننظر ونبحث عن سببها.. لا أجد لها سببا إلا سوء التخطيط الذي يشمل معاني وتفسيرات وأبعادا كثيرة، فهو يعني عدم قدرة المخطط على إيجاد الحلول، أو تقديرها للمستقبل، بمعنى أنه يرى الحلول وقتية وأنها تناسب اليوم أو بالأمس لا غدا أو بعد سنوات، فهو تخطيط « قاصر « لا يفي بالغرض ولا يحققه، وإلا لمَ نعيش هذه الأزمات باستمرار وبلا نهاية .
هل « المخطط « لدينا ينظر لمعدل النمو والحاجة السنوية ؟ ويدرك كم مستوى النمو السكاني والاقتصادي والاجتماعي لدينا؟ إن كان يدرك فلماذا نعيش هذه الأزمات، ولا نتحدث هنا عن مشكلة « المال « فهو متوفر وبلا حدود بل يزيد. ولكن لم نر من يخطط على أسس النمو السنوي بكل أنواعه الاقتصادية والسكانية « فالتخطيط « قائم لدينا « للأسف « لحل مشكلة اليوم أو الأمس لا تقديرا للمستقبل وهذا هو التحدي الحقيقي الذي يجب أن يراهن عليه، فلا يجوز ان يظهر مسؤول ويقول « تفاجأت « بحجم الطلب أو « لم يكن متوقعا « هذه بدهيات أن تعرف مستوى السكان كعدد والنمو، هي أرقام تقابلها أرقام للحلول، لا الهروب للخلف والتنصل من المشكلة، في ظل أن كل شيء متاح لك، فما الذي يمنع المسؤول بدلا من أن يضاعف الطاقة الكهربائية او المائية أو الطائرات أو المدارس الى أكثر من الاحتياح على الأقل 50% أو الضعف ؟ وأدرك أنها مكلفة ولكن التخطيط الطويل المدى يأتي بالحلول، ولكن لأن الخطط سنة وبالبحث عن مخرج وحل مؤقت أصبحنا مستمرين بالحلول المؤقتة لا الحلول الجذرية، وهذا خلل كبير، لأننا لن نخرج من دائرة الأزمات، وهكذا يجب سنويا أو كل 5 سنوات نعيد التخطيط والخطط ونضع أن عدد السكان أكثر بنسبة 50% أو حتى 100% , فالوفرة المالية الأن تساعد وتمنح الفرصة، خاصة أنها في خدمات اساسية لا يتوقف النمو بها.
تعليقات