الإصلاح لدى ساستنا مختلف عما يريده الوطن!.. محمد الرويحل متعجباً

زاوية الكتاب

كتب 900 مشاهدات 0


عالم اليوم

 بالعربي المشرمح  /  أُص.. لاح !!

محمد الرويحل

 

الشعب يريد الإصلاح .. المعارضة تطالب بالإصلاح .. والسلطة أيضا تتحدث عن الإصلاح ، الكل متفق على كلمة إصلاح ، فقط على الكلمة ، بينما لا وجود للإصلاح على أرض الواقع ، فلا الشعب قادر على فعل شيء لهذا الإصلاح ولا المعارضة لديها برنامج إصلاحي واضح ومحدد ولا السلطة لديها رؤية لهذا الإصلاح الذي يبحث عنه الجميع ..

الجميع يتحدث عن الإصلاح الاسلاميون والليبراليون والشعبويون والحكوميون والانبطاحيون والفاسدون والمفسدون وحتى القبّيضة أصبحوا يتبجحون بهذه الكلمة التي نسمع بها ولا نرى لها أي أثر في حياتنا ، والكل يتهم الكل بتعطيل عملية الإصلاح علما بأننا لم نر أي إصلاح من إصلاحاتهم قد بدأ فعليا ليعطله الآخر ..

أعتقد أن لكل منهم معنى مختلف لمفهوم الإصلاح فكل منهم يعني له الإصلاح سحق الآخر وإلغاءه والحجر عليه بمعنى أن كلمة الإصلاح تعني لهم «أُص .. لاح» بلهجتنا العامية أي اصمت أيها الآخر فالصمت قد لاح ولا تتبجح  بالإصلاح لتفوز به على حسابي فيصفق لك الشعب ، الأمر الذي جعل كل منهم يجعل من مفهوم الإصلاح لديه هو إفشال أي إصلاح يأتي من غيره ، لذلك نحن نعيش فترة حرب وصراع حول الإصلاح الذي لا يتقبله الآخر لكونه لم يأت عن طريقه وحسب مصلحته وأهدافه ما جعلنا نراوح حتى الآن ونستمر في هذا الصراع العبثي..

يبدو أن للإصلاح مفهوما آخر لدى ساستنا يختلف عما يريده الوطن والأمة ، فبعضهم يريد إصلاح شركاته وأمواله ، والبعض يبحث عن إصلاح قواعده الانتخابية ، والبعض يسعى لإصلاح تياره ومكاسبه السياسية ، وهناك من يحاول إصلاح مصلحته الشخصية، لذلك نجدهم متفقين على الكلمة ومختلفين على معناها ومفهومها ومصدرها..

ولكن الأمة تبحث عن إصلاح من نوع آخر ، تبحث عن إصلاح المؤسسات الدستورية ، وتريد إصلاح التيارات السياسية ، وتسعى لإصلاح مؤسسات الدولة ، الأمة تريد إصلاح الوضع السياسي والاجتماعي والاقتصادي والأمة تسعى لإصلاح الوضع المعيشي والصحي والتربوي والخدمات العامة للمواطنين ، والأمة تبحث عن إصلاح الوضع التنموي للدولة وتطوير مرافقها، والأمة تجاهد من أجل إصلاح الفساد السياسي والأخلاقي والإعلامي والاقتصادي المنتشر بمفاصل الدولة ، لذلك فالإصلاح الذي تنشده الأمة وتطالب به يتعارض مع الإصلاح الذي يتبجح به الساسة والمتنفذون..

يعني بالعربي المشرمح إصلاحهم عبارة عن «أُص ... لاح» باللهجة العامية لايخرج عن إطار التصريح والتلميح به ولن يخرج عن مصالح معينة لا علاقة لها بإصلاح وطن وأمة..

نقطة  أُص .. لاح :

يبدو أن السلطة لدينا تحاول أن تطبق سياسة “ الأُص .. لاح “ في المرحلة المقبلة ويبدو أن هناك من استطاع إقناعها بتنفيذ هذه السياسة  المتخلفة في هذا الوقت المتقدم والذي نرى فيه ثورات الربيع العربي مشتعلة هنا وهناك من أجل رفض هذه السياسة ، والغريب أن تستمع السلطة لفئة قليلة سبق وأن ورطتها وكذبت عليها ومن الحكمة أن تستمع السلطة لشعبها الذي يتمسك بها ولا يقبل بغيرها ولايريد سوى إصلاح وطنه وتقدمه بعيدا عن سياسة “ الأُص .. لاح “ .

عالم اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك