وزارة الكهرباء تشجع على الإسراف في الاستهلاك.. إقبال الأحمد مستنكرة
زاوية الكتابكتب يوليو 30, 2012, 9:13 م 1146 مشاهدات 0
القبس
باركوا لنا
إقبال الأحمد
باركوا لنا باركوا لنا يا دول العالم.. وباركي لنا يا منظمات وهيئات.. طلعنا الاوائل.. الكويت تصدرت دول العالم.. واخيرا الله بلغنا وحققنا الصدارة.. فقد اعلن البنك الدولي ان تكلفة انتاج الكهرباء والماء بالكويت هي الاعلى بالعالم.
وجاء في دراسة قام بها البنك الدولي وفق ما نشرته صحيفة الوطن يوم الثلاثاء 24 يوليو ان الزيادة في الحمل الكهربائي بلغت 8 في المائة سنويا بالكويت فيما هذه الزيادة تتراوح بين 2 و3 في المائة في بقية دول العالم.. وان انتاج الكهرباء والماء يستنزف كميات هائلة من النفط يوميا بلغت 300 الف برميل يوميا.. وجاء في الدراسة ان تكلفة المياه المفقودة تصل إلى 62 مليون دينار في سنة واحدة.
وهذه التكلفة العالية التي فاقت اي تكلفة لانتاج الكهرباء والماء في العالم والتي لا يشعر بها مستهلكها في الكويت بفضل ماما حكومة.. هي بارتفاع مستمر وفق ما اكده رئيس المهندسين بوزارة الكهرباء والماء نجيب السعد في لقائه مع صحيفة الوطن.. حين اوضح ان تكلفة الكهرباء ارتفعت من 14.8 فلسا عام 2003/2002 لتصل إلى 38 فلسا اليوم وهي في تزايد مستمر. من دون ان يشعر المستهلك بالكويت.. كويتي وغير كويتي. بهذا الارتفاع وبالاعباء التي تتحملها الحكومة في سبيل تخفيف قيمة فاتورة الاستهلاك التي لا يتردد الكثيرون في تجاهلها وسط نوم الوزارة بالعسل.
والدليل على ان وزارة الكهرباء نفسها هي التي تشجع على الاسراف في استهلاك الكهرباء.. عدد اعمدة الاضاءة التي تتزاحم في الشوارع والطرق السريعة. بالجابرية في دوار مستشفى هادي والدوار الذي يليه.. يضيء كل واحد منهما عشرة اعمدة اضاءة من الحجم الكبير.. وطريق العبدلي عبارة عن عرس ممتد عشرات الكيلومترات.. اما شوارعنا فبين كل عمود وعمود هناك عمود.. ولو تم الاستغناء عن نصف اعمدة الاضاءة.. لكانت الاضاءة اكثر من كافية.
هل من شأن هذه التطمينات وعدم اطلاع المستهلكين على التكلفة الباهظة التي تتحملها الدولة في سبيل توفير هاتين النعمتين بشكل مستمر ومتواصل وبسعر زهيد مقارنة بالدول الاخرى رغم اعتراف الوزارة المعنية وتحذير البنك الدولي من هذه الجزئية.. هل من شأن ذلك ان يجعلنا نتوقع ان الناس سيتفاعلون مع الحملات الهزيلة والضعيفة التي تقوم بها الوزارة لترشيد استهلاك الكهرباء والماء.. وكأنها رفع عتب؟
هل يعقل ان الجملة نفسها تستخدم في الحملات الترشيدية المملة منذ عشرات السنين (الكهرباء نعمة فلنحافظ عليها)، وهل هذا الاسلوب غير الجاد والفاعل سيضع يدنا على اول طريق الترشيد؟
لتبدأ الوزارة بنفسها وتكن قدوة.. وتصرف قليلا على حملاتها الترشيدية لتكون في مستوى المصيبة التي نعيشها وحجم المشكلة الحقيقة.. لان الحل لا يكون باستمرار ارتفاع تكلفة انتاج الكهرباء والماء وبناء مزيد من المحطات.. في حين ان المعني بالموضوع لا خبر عنده.. فينام من دون ان يكلف نفسه عناء اصدار التعليمات باطفاء انوار السور.. فيما تهدر المياه لغسل سيارته وفناء بيته فتتدفق مسرعة من بيته إلى آخر بيت بالشارع.. وتعديه.
تعليقات