مصداقية مقاومة البعض لتعديل الدوائر الانتخابية محل شك.. هذا ما يراه الزامل
زاوية الكتابكتب يوليو 27, 2012, 9:08 م 662 مشاهدات 0
الأنباء
كلام مباشر / احترم 'التحالف المسيحي الديموقراطي' قراراً يعزز العدالة
فيصل الزامل
من الواضح أن سبب مقاومة البعض لتعديل الدوائر الانتخابية هو الخوف من نتائجها عليهم، الأمر الذي برر بالنسبة لهم إدخال البلد الى انتخابات على أساس مطعون سلفا في صحة، وسيتم حله من جديد بحكم المحكمة الدستورية مثلما اتضح للناس كافة الذين اطلعوا على عدم عدالة نظام يحرم منطقة كاملة مثل الجهراء من حق التمثيل النيابي، ما يجعل مصداقية تلك المقاومة محل شك كبير، ويثير شبهة حول حماس من يقودها بشكل محموم ضاربا بتلك الحقائق عرض الحائط، وأولاها أن المواطنين سواسية.
لقد حكمت المحكمة الدستورية في ألمانيا الأسبوع الماضي ببطلان قانون الانتخابات.. (لعدم تحقيقه العدالة وتكافؤ الفرص).. الذي مررته المستشارة ميركل اعتمادا على أغلبيتها في البرلمان، وقد احترم حزب ميركل «التحالف المسيحي الديموقراطي» حكم المحكمة، وأكد ناطقه الرسمي أن الحزب سيبدأ فورا في مراجعة القانون ومعالجة القصور الذي تناوله حكم المحكمة، ورأى الخبير الدستوري شتيفان روبرت أن «الحكم يوفر السند اللازم لتحصين قانون الانتخابات الجديد» كما اعتبر هذا الخبير أن «مطالبة المحكمة الدستورية ذات طبيعة فنية وممكنة التطبيق»، أي أنه لم يطالب باستبعاد القضاء وتعطيل دور المحكمة الدستورية، كما يفعل البعض عندنا، ولم يشكك في أن الحكم فني ومهني وليس سياسيا، على العكس فقد اعتبره محصنا للممارسة السياسية، ولم يكابر «التحالف المسيحي الديموقراطي» مثلما يحدث من تحالف في الكويت يشارك فيه بعض الإسلاميين ممن جعل الشارع فوق الشريعة، ولم يسأل يوما عن موقفها مما يجري مؤكدا قاعدة لا دينية تقول «ما لله لله وما لقيصر لقيصر»، ومتجاهلا مبادئ عامة تتعلق بالمساواة بين المواطنين في حق التمثيل النيابي، وهي مبادئ لا تتطلب حتى فتوى شرعية بقدر ما تتطلب صحوة ضمير، فقط.
التقيت صباح يوم الأربعاء الماضي باللواء مصطفى الزعابي واقفا عند إشارة مرور بغير مرافقين، كان يقوم بمطابقة ما يجري على الواقع بشأن الحركة المرورية مع خطة وضعتها الوزارة، انعكست على تدفق حركة السير في الأيام القليلة الماضية، نزلت من السيارة المكيفة وحييته بكثير من الحرج كون رأسه يتصبب عرقا وكأن جردل ماء قد صب عليه، طلب مني ورق كلينكس لتجفيف رأسه أعطيته ومضيت متعجبا من بلد يسلط فيه الإعلام الأضواء على مجموعة هنا ومجموعة هناك تتنافس في صياغة بيانات الشهرة، فتتزاحم عليهم كاميرات الصحف وميكروفونات الفضائيات المحلية، بينما أمثال اللواء مصطفى الزعابي، وهم كثيرون جدا في الكويت، لا تدري عنهم تلك الصحف والفضائيات، والنتيجة تلميع الهدم والتعتيم على البناء.
كلمة أخيرة:
مر عمر رضي الله عنه على «الأسقف»، وهو من أحبار اليهود فقال له: هل تجدوننا في شيء من كتبكم؟
قال: نجد صفتكم وأعمالكم ولا نجد أسماءكم.
قال: كيف تجدوني؟
قال: قرن من حديد.
قال: وما «قرن من حديد»؟
قال: أمير شديد.
قال عمر: الله أكبر ولله الحمد.
تعليقات