'البدون' نسمع جعجعة ولا نرى طحينا.. بدر العنزي

زاوية الكتاب

كتب 3183 مشاهدات 0


قضية البدون أو- سمها ما شئت - في الكويت ليست وليدة الساعة إنما تجاوز عمرها ال 50 عاما وكل عام تعود إلى شبابها ولم تهرم ، ومن ذلك الحين وإلى هذه اللحظة خرجت العديد من التصريحات حول الخطط الزمنية لحل تلك القضية ، فجاءت كل تلك التصريحات على وقع ' نسمع جعجعة ولا نرى طحينا '.
هكذا كان حال كل الحلول التي تغنى بها العديد من المسئولين، فتفاقمت القضية وورثتها أجيال بعد أجيال دون أي تقدم ملموس بل ازدادت تعقيدا بسبب عدم تطبيق أي مقترح من المقترحات التي طرحت سابقا لحلحلة هذه القضية الإنسانية بالدرجة الأولى .
تحدث المسؤولين عن استحقاق ما يقرب من 34 ألف شخص للجنسية منذ عدة اشهر ولم يتم تجنيس أيا منهم ودون وجود أي مبرر منطقي لهذا التأخير .
حل تلك القضية الإنسانية ' السهلة ' ليس صعبا بل أسهل من 'إراقة ماء في كأس على الأرض ' ، الحل ذكره الكثيرين قبلي ممن تحدث عن هذه القضية ، ولا بأس بتكراره وفقا لقاعدة ' التكرار يفيد الشطار '  ، الحل المبدئي يتلخص في تجنيس كل الفئات المستحقة وهم أبناء الكويتيات ، والعاملين في سلكي الجيش والشرطة ، وموظفين شركة نفط الكويت والشركات التابعة لها ، وحملة الأوراق الثبوتية من إحصاء 1965 وما قبله ، وأصحاب الأعمال الجليلة ، وحملة الشهادات الجامعية ... الخ، عندما يتم تجنيس تلك الفئات نكون قد أحرزنا نجاحا في تخفيف معاناة الكثير من الأسر التي عاشت سنوات عدة تحت طائلة التهميش في جميع المجالات وعلى كافة الأصعدة .
وثبت من خلال التجارب في السنوات الماضية وأيضا خلال الفترة الأخيرة أن سياسة التضييق لم تجدي نفعا ، وسياسة قمع حرية التعبير عن الرأي لم تؤتي أكلها . بل كانت نتيجتها عكسية حيث المزيد من التشنج والتعقيد ، وقد تؤثر على سمعة الكويت إقليميا وعالميا وهذا ما لا نريده ونرفضه لبلدنا الغالي الكويت... بلد الحرية والديمقراطية ... بلد الخير تحت قيادة حكامنا آل صباح الكرام وعلى رأسهم صاحب السمو أمير البلاد المفدى الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه .
الكويت تستحق منا الكثير .. تستحق منا التضحية، ولذلك يجب أن تكون هناك مرونة في حلحلة هذه القضية الإنسانية من خلال التجنيس ، حتى نغلق بابا ظل مفتوحا منذ سنوات طوال ، و ليتفرغ الجميع إلى التنمية والإعمار في ظل السباق العالمي نحو جذب الاستثمارات الأجنبية لبلدانهم ، والتنمية المستدامة .


بدر العنزي 
كاتب وصحفي

بدر العنزي

تعليقات

اكتب تعليقك