انتاجية المرأة واستقلاليتها
زاوية الكتابكتب يوليو 23, 2012, 5:10 م 955 مشاهدات 0
نجحت المرأة في إثبات ذاتها على المستوى السياسيوالأقتصادي في العالم الغربي , لاسيما بعد أن تمكنت من الوصول إلى قمة الهرم السياسي.وقد تقلدت المناصب الرفيعة , وشكل هذا الموضوع ذروة طموح المرأة في عالم السياسة. اما في مجتمعاتنا , النامية منها والنائمة ,فما زالت المرأة تكافح للوصول عبر تخطي عقبات العادات والتقاليد والأعراف وغيرها ,وهذا ما يفقدنا نصف المجتمع الذي نعيش فيه .فمن يعتقد ان الأمكانيات والقدرات المتواجدة عند الرجل اكبر من تلك المتواجدة عند المرأة , فهذا وهم يعيش فيه وضعف يختبأ في داخله ليضع صورة مرشحة الرئاسة الفرنسية سابقا ودعم طليقها لها او صورة وزيرة الخارجيه لأقوى دولة في العالم ليتعرف عن كثب الأمكانيات التي تمتلكها المرأة .فلو عملت مجتمعاتنا على توفير ذات الفرص في التعليم في البيت الواحد لكان حكما وضعنا افضل ومستقبلنا اجمل , فقد سطّرت المرأةفي الوقت الراهن وخاصة في المجتمعات العربيه المنفتحه أسطراً من نور في جميعالمجالات، حيث كانت وزيرا ونائبا وقاضية وشاعرة وفنانة وأديبة وفقيهة .وقد زينت المراكز بكفائتها .فكانت نصف المجتمع .وحتى يومنا هذا ما زالت المرأة في المجتمعات العربيه تأخذ على عاتقها الموروث التقليدي فهي تكد وتكدح وتساهم بكل طاقاتها في رعاية بيتها وأفراد أسرتها، فهي الأمالتي تقع على عاتقها مسؤولية تربية الأجيال ، وهي الزوجة التي تدير البيتوتوجه اقتصادياته، وهي بنت أو أخت أو زوجة، وهذا يجعل الدور الذي تقوم به المرأة فيبناء المجتمع دوراً لا يمكن إغفاله أو التقليل منخطورته ولكن ليس هذا هو نصف المجتمع لعالم المرأة الذي ننادي به . بل المرأة القادرة على ولوج اهم المناصب والمراكز لتفيد المجتمع خاصة اذا كانت خلاقه .فمنذ بداية العقدالعالمي للمرأة (1985-75) وحتى مؤتمر بكين 1996، بدأ الاهتمام العالمي بقضية تنميةالمرأة وتمكينها من أداء أدوارها بفعالية مثل الرجل، والمشاركة في اتخاذ القرار فيمختلف مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعيةوالثقافية، وقد واكب هذاالاهتمام العالمي اهتمام كثير من الدول منها العربيه والهيئات والمنظمات الدولية والإقليمية،وذلك من خلال عقد سلسلة من الندوات والمناقشات وأوراش العمل والمؤتمرات، كان آخرهامنتدى قمة المرأة العربية بالمنامة في أبريل 2000، مروراً بمؤتمر القمة الأولللمرأة العربية 'القاهرة 2000'، ومؤتمر القمة الاستثنائية للمرأة العربية بالمغرب 'نوفمبر 2001'، بالإضافة إلى عدة منتديات حول المرأة والسياسة، والمرأة والمجتمع،والمرأة والإعلام، والمرأة والاقتصاد، والمرأة في بلاد المهجر، التي عقدت في عدةدول عربيه .ولكن بقيت جميع هذه الندوات والمؤتمرات حبرا على ورق طالما بقيت المرأة اسيرة العادات .ان اهم التطورات التي وصل اليها الغرب كان بسبب العقل المزدوج والعدالة الأجتماعيه ,هناك عدة عواملتؤثر في معدلات مساهمة المرأة في عملية التنمية الشاملة في الدول العربيه ،منها التشريعوالتعليموالتحرر من التمييز، ووسائل الإعلاموالثقافة. يجب ان تعي مجتمعاتنا انه من الممكن اعطاء المرأة ادوارا فعلية لتتفوق فيها على الذات وتثبت للعالم انها جديرة بأكبر المناصب .يجب اعطاء الحقوق الفعليه المتولدة عن قناعة ذاتيه تنطلق من قناعات مؤكدة بأن للمرأة حقوق واقعيه لا كلام ونصوص موجودة على اوراق اهترأة لمرور الزمن عليها .واذا كانت المرأة قد استسلمت للمصير في مجتمعاتنا , واصبحت متيقنة بأنها لا تصلح لهذا اوذالك , فأن المجتمع الذي تعيش فيه يفقد احد اركان دعائمه ولا شك انه سوف يندم في الوقت الذي لا ينفع الندم .
بقلم المستشار القانوني الدكتور محمود ملحم .
تعليقات