فقدان المعابر ضربة اقتصادية 'موجعة' لنظام الأسد
الاقتصاد الآنيوليو 22, 2012, 1:34 م 723 مشاهدات 0
تلقى النظام السوري ضربة موجعة بخسارته السيطرة على معبر البوكمال الحدودي مع العراق، نظراً لأهمية هذا المنفذ على الصعيدين الأمني والاقتصادي.
وسيطرت المعارضة السورية المسلحة الجمعة على المعبر الذي يفصل مدينة القائم العراقية 340 كيلومتراً غرب بغداد، عن مدينة البوكمال السورية.
وحاولت القوات النظامية استعادة هذا المعبر عبر قصف مكثف، لكن من دون جدوى.
ويقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد حميد فاضل لوكالة 'فرانس برس'، إن 'معبر البوكمال يعد معبراً حيوياً بالنسبة لسوريا التي تحتاجه أكثر من العراق، ربما للحركة التجارية مع جارها'.
ويرى أن 'هذا الوضع سيؤدي إلى تعزيز موقف المعارضة ويضعف في المقابل موقف الحكومة السورية التي كانت تسعى لمواصلة السيطرة على المعبر بهدف منع وصول أي تعزيزات للمعارضة'.
وتشهد سوريا منذ منتصف مارس 2011، حركة احتجاجية تطالب بإسقاط النظام. وقد واجهها النظام بقمع شرس وتحولت شيئاً فشيئاً إلى نزاع مسلح شامل. وسقط منذ اندلاع الثورة في سوريا أكثر من 19 ألف قتيل، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
حركة تجارية كبيرة
وتشترك سوريا مع العراق بحدود تمتد بطول حوالي 600 كيلومتر، يقع أكثر من نصفها تقريباً في محافظة الأنبار التي تسكنها أغلبية سنية وكانت تعتبر في السابق مقراً لتنظيم القاعدة في العراق.
ومعبر البوكمال الواقع في الأنبار هو أحد المعابر الرئيسية الثلاثة بين العراق وسوريا، إلى جانب معبري الوليد (التنف) في الأنبار أيضاً، ومعبر اليعربية شمال غرب بغداد الذي سقط كذلك في أيدي المعارضة المسلحة السبت.
ويقول قائمقام مدينة القائم فرحان فرحان لفرانس برس إن 'التجارة عند المعبر هنا توقفت منذ نحو شهر ونصف وكانت تشمل مرور 40 شاحنة من سوريا إلى العراق يومياً يبلغ وزن حمولة الواحدة منها 27 طناً'.
ويضيف أن 'هذه الشاحنات كانت تحمل على متنها الخضار والمواد الغذائية والملابس والأدوات الكهربائية، حيث إن سكان القائم البالغ عددهم 275 ألف نسمة يعتمدون على البضائع السورية كونها أرخص من تلك الآتية من بغداد'.
ويرى فاضل أن 'سيطرة المعارضة على هذا المعبر تمثل ضربة موجعة للنظام في سوريا وقد تتسبب ببروز عوامل جديدة، خصوصاً أن المناطق العراقية الحدودية متعاطفة مع المعارضة'.
نقطة رئيسية
ويوضح أن 'وجود بيئة مناسبة للمعارضة عند الحدود مع سوريا، سيضعف النظام السوري الذي كان يسعى لقطع أي دعم للمعارضة'.
وتفصل مدينة القائم منطقة صغيرة عن مدينة البوكمال السورية، حيث يمكن بالعين المجردة مشاهدة المزارعين السوريين وهم يعملون في أراضيهم.
ويرى المحلل السياسي إحسان الشمري أن 'معبر البوكمال وإضافة إلى ما يمثله من نقطة رئيسية في العلاقات الأمنية والاقتصادية بين بغداد ودمشق، فإن أهميته تكمن أيضاً على المستوى الاجتماعي'.
وينشغل سكان مدينة القائم اليوم بالعمل على 'رد الدين والجميل' لجيرانهم السوريين، إلا أن هؤلاء يشتكون من الإجراءات الأمنية التي تتخذها السلطات العراقية منعاً للتهريب والتسلل.
ومنذ أن سيطر المسلحون السوريون على المعبر، انتشرت وحدات من الجيش والشرطة العراقيين على طول الحدود بين منطقتي البوكمال والقائم اللتين لا يفصل بينهما سوى سياج طويل تخرقه بعض البساتين الصغيرة.
تعليقات