'التويتر الشبابي' لعب دورا بارزا في ضرب الأقطاب السياسية بالكويت.. برأي العنزي
زاوية الكتابكتب يوليو 18, 2012, 12:57 ص 760 مشاهدات 0
الأنباء
حديث المدينة / يا شباب 'تويتر'.. وين رايحين؟!
مبارك العنزي
في أوروبا وأميركا يسمى «التويتر» بوسيلة التواصل الاجتماعي، حيث الاستمتاع بوقت الفراغ وطرح القضايا الاجتماعية التي من شأنها مد جسور العلاقات بين الشعوب والثقافات المختلفة، أما في الكويت فتجد ان الاستخدام لهذا الموقع الحيوي أصبح مغايرا بكل المقاييس فقد أصبح «التويتر» يدعم ويغذي ويساند القضايا السياسية بدلا من الاجتماعية، بل أصبح أداة مملوكة في أيدي كل الكويتيين، ولا يمكن أن ينتزع بأي شكل من الأشكال وكأنه جزء لا يتجزأ من حياتهم اليومية «كالشرب والأكل و...»، حتى الديوانيات الكويتية الزاخرة بالرواد أصبحت صامتة بسبب التغريد بين الثانية والأخرى، والعائلة التي تحت سقف واحد لا تسمع منها إلا همسا بسبب التغريد والعمل والمطاعم والأماكن الحيوية... الخ.
والعجيب في الأمر ان جل الشرائح في مجتمعنا «وخاصة شباب الثانوية» يمتلكون من الأجهزة المتطورة ذات الإمكانيات الالكترونية الهائلة التي لا رقابة عليها ولا قيود أمنية في الشبكة العنكبوتية وبرامج التواصل الأخرى، بل وصل الامر الى حد اقتناء كل «شاب مراهق» من 3 إلى 4 أجهزة نقالة ما بين «الآي فون» والـ«بلاك بيري» والـ«جالاكسي».. الخ، وتجده متنقلا من جهاز لآخر ويقضي الساعات تلو الساعات ولا يكاد رأسه يرتفع وكأنه يعد لمشروع الكتروني هائل يخدم على كيانه ومجتمعه ما حدا ببعض المتنفذين السياسيين الى تحويل هذه الحالة الحيوية الى معايشة يومية تسعى لتأييد التوجهات التي تتدنى بشكل سريع إلى تقييم مجلس الأمة ومتابعة أخبار النواب ونشاطهم والولوج عمدا في «التغريد السياسي المتخبط» وتفنيد الوضع الراهن بين الحكومة والمجلس، والقلة القليلة هي التي تركز على الجوانب التربوية والثقافية والدينية والتوعوية وفتات يسير من التعليق على ما يدور في العالمين العربي والإسلامي.
ان «التويتر الشبابي» لعب دورا بارزا في ضرب الوضع السياسي والأقطاب السياسية في الكويت، بل وصل إلى أعلى قمم التأثير والتغيير والتوجيه والأدهى والأمر أن جل التغريدات لا تمت بأدنى خبرة أو تخصص يتيح للنقد أو النقض، فالمكاسب النيابية «الانتخابية» تعي تماما أهمية هذا الجهاز، طمعا في تلميع الشخصانية والعمل على دفع سبل التأثير في نواحي المجتمع الواحد، من خلال زج الشباب في وحل الإشاعات والمدح والذم والتأييد والاعتراض وجعلهم واجهة وكبش فداء أمام أصحاب النفوذ والتكسب، فمن المضحك أن تجد الكل أصبح محللا سياسيا ومقيما اقتصاديا وخبيرا دستوريا وناشطا حقوقيا باسم الرأي والرأي الآخر والقوى الشبابية والحراك النيابي المشروع، والديموقراطية التي يكفلها الدستور.
٭ خلاصة الحديث: يا شباب الكويت «الزموا غرزة» فرب كلمة قالت لصاحبها دعني ورب كلمة أدخلت صاحبها نفقا مظلما، غردوا بما يعود على بلدكم ومجتمعكم بالخير والنفع والتلاحم، وافهموا قيمة سقفكم ولا ترفعوا رؤوسكم فتنكسر ولا تغردوا بما ليس لكم به علم ولا تزجوا بالكويت وأهلها في أشياء هشة لا غطاء لها واحذروا المتنفذين وخفافيش الظلام فأنتم نبض الوطن وحصنه الأول، فكونوا على قدر هذا الوجود.. قال تعالى: (أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن يمشي سويا على صراط مستقيم).
تعليقات