'شعبوي'.. مبارك صنيدح واصفاً الخطاب السياسي الكويتي
زاوية الكتابكتب يوليو 6, 2012, 1:15 ص 996 مشاهدات 0
الوطن
فيض المشاعر / ثقوب في الخطاب السياسي
مبارك صنيدح
لا تزال تغلب على الخطاب السياسي لغة (الشعبوية) واستثارة الجماهير وتفجير عصبياتها ومكنوناتها ضد الممارسات الخاطئة من الحكومة وضد من (يحكي انتفاخا صولة الاسد) ومن يمارس هواية رسم الخطوط حول نفسه ويأتي بالمنكرات السياسية ويعرض نفسه للرجم السياسي.. وبمباركة جماهيرية لنبرة التحدي للحكومة ورفع سقف الاصلاح السياسي والهتاف بعبارات التجريح واهدار الكرامات.
الخطاب السياسي ابتعد عن اهدافه وخرج عن مساره في رسم رؤية الاصلاح السياسي والخطوات العملية لتحقيقه الى التهديد والوعيد، يحاصر لغته الاقصاء من جهة والاحتقان السياسي والانفعال من جهة اخرى ما جعله يستسهل الخطاب المبتذل داخل قاعة عبدالله السالم وخارجها ويقع فريسة لعبارات وألفاظ تجرح العادات والاعراف الاخلاقية المتوارثة في منهجية النقد وآدابه التي تحث على الترفع عن سقط الكلام ومبتذلاته. بالتأكيد لانريد من الخطاب السياسي ان يمارس لغة الغزل السياسي او لغة (قطط سيام) تحب من يمسح على ظهرها فتستكين فيتحول الى خطاب مسخ لا يعبر عن هموم المواطنين ورغبتهم الوطنية الصادقة في الانعتاق من أغلال التأزيم السياسي كما لانريد للخطاب السياسي ان يمارس (الزغل السياسي) ويكون هدفه الوصول الى غاياته وطموحه السياسي عن طريق دغدغة مشاعر الجماهير واثارة شجونها.
الخطاب السياسي الذي يسعى للبناء والتعمير السياسي لا يلجأ الى لغة السباب والشتائم كما ان قبول الخطاب المبتذل امر غير مقبول ويجعلنا نقف على فالق زلزال لا نعرف الى اين يمكن ان تحدث توابعه من خراب وهدم كل ماجبلنا عليه من قيم واخلاق واحترام متبادل حتى مع الخصوم دون تجريح او مس بالكرامات.
قد نحتاج في إحدى مراحل الاصلاح السياسي الى الخطاب السياسي الذي تثور منه رائحة البارود لتعبئة الجماهير لمحاربة الفساد وشحن معنوياتها للوقوف خلف من يمثلها لمواجهته.. ولكن لكل مقام مقال ونحتاج اليوم الى عقلنة الخطاب السياسي لصياغة اهدافه وبرامجه الاصلاحية برؤية مستقبلية وعرضها على الجماهير للالتفاف حولها وحمل رايتها.
ومع ذلك (قربا مربط النعامة مني) يجب أن تكون حاضرة للخطاب السياسي ولمفاجآت المستقبل ومواجهة خفافيش الظلام.
تعليقات