ثوار 'الإرادة' خمس نجوم.. هكذا يعتقد علي البغلي

زاوية الكتاب

كتب 907 مشاهدات 0


القبس

جرة قلم  /  صناعة الثورات تصل إلى ساحة الإرادة!

علي أحمد البغلي

 

لا أؤمن بنظرية المؤامرة، لأني أعتبرها ضعفا وارجاع الأمور الى قوى خفية غير مؤكدة، ولكن المرء يحار هذه الأيام في كمّ المعلومات التي تنهال عليه، حول أو عن التاريخ الذي يتشكل أمامنا يوما بعد آخر، وعلى الأخص في ما يسمى ظاهرة «ثورات الربيع العربي»، التي انهارت فيها أنظمة دكتاتورية قوية عصية، كقلاع من الرمل على شاطئ.

ورد في تقرير مصور - سأترك رابطه آخر المقال لمن يريد ان يطلع عليه - في وجود منظمة فكر Think Tank في جمهورية الصرب في بلغراد، يعطي خبراؤها دروسا في الثورات الشعبية السلمية، وقد ساهموا مساهمة فعالة في مساعدة ثوار مصر وتونس، وبتمويل أميركي.. هذا التقرير من أناس محترفين يصيبك بالقشعريرة، فإذا ما انهارت نظم دكتاتورية على وقع ضربات معاول هؤلاء المحترفين الأشداء، فما بالك بنظام هشّ «على البركة»، كمنظومتنا الأمنية، التي «لا تدري وين ربها حاطها» قولا واحدا!

رابط التقرير الأمني السلمي:

http://www.youtube.com/watch?

v=mc6k3wzLbH8&sns=em
< /p>

***

ثوار ساحة إرداتنا الذين رفعوا سقف مطالباتهم السلمية السابقة الى المطالبة بحكومة دستورية، وبرئيس وزراء شعبي ووزارة منتخبة، وهاجموا بضراوة وتواتر من تدور حوله الاشاعات ليتولى منصب رئاسة الوزراء! هؤلاء الثوار لم يشتهروا قط بالتخطيط الاستراتيجي. فحدهم ملاحقة المطالبات النقابية، ودغدغة مشاعر الناخبين من الناحية المادية أو العقائدية أو القبلية أو الطائفية! صحيح ان من يساندهم في تحركاتهم هم دهاقنة القرن الـ 21، واعني هنا «الإخوان المسلمين» الذين نجحوا في وضع أيديهم على مفاصل السلطة في مصر وتونس وليبيا والمغرب، والحبل على الجرار، بالإضافة إلى تلك المساندة القيمة من اباطرة التنظيمات المحكمة، وخزائن الأموال والتظاهر بعكس ما يبطن، ولكن حتى «الإخوان المسلمين» تشير كل التقارير الموثوقة الى انهم لم يحققوا كل تلك النجاحات لو لم يحظوا بمساندة وضوء أخضر أميركي، خصوصا في عهد الرئيس الأميركي أوباما، الذي ألقى خطابه التصالحي الشهير معهم في جامعة القاهرة منذ 3 سنوات، ليساندوه في محاربة «القاعدة» - عدو أميركا الأول - والتي نجحت في تصفية كبير زعمائه أسامة بن لادن.

* * *

نرجع إلى الشأن الكويتي، فنرى تطور الأمور بشكل متسارع، ونكاد نحبس أنفاسنا لملاحقة التطورات التي تسابقنا بسرعة مذهلة.. نجد ثوارنا «خمس نجوم» يملون إرادتهم، فتطاع، ولا يرضون! أقصوا رئيس الوزراء السابق، ثم ضغطوا لحل مجلس 2009، وباركوا الحل، وقالوا انه حل دستوري لا تشوبه شائبة، على لسان كبيرهم (السعدون)! لتأتي المحكمة المختصة، وتحكم ببطلان مرسوم الحل، واعتباره كأن لم يكن، لترسلهم «إلى حيث ألقت أم قشعم»! لنجد انهم طالما فاقوا من هول الصدمة هاجموا القضاء بضراوة وشراسة مخجلة، لا بل انهم توعدوا المحكمة الدستورية التي أطاحت بكراسيهم، بأنهم حال عودتهم إلى كرسي النيابة، فإنه سيكون من أولوياتهم تطعيم تشكيل هذه المحكمة بسياسيين، وقانونيين سيكونون من جماعتهم من فئة «ترزية أو خياطي» الاستشارات تحت الطلب، ومن «متفيقهي» زماننا الأغبر!

وأنا لا ألقي الكلام على عواهنه، فهذه المجموعة تدار بعقلية منظمة واضحة تفوق قدرات معظم أفرادها الذين نعرفهم تماما، «فنحن كلنا عيال قرية.. وكل من يعرف أخيه»!

أحد مرتزقة إعلامهم، وهو مراسل لصحيفة كبيرة، يقول في تحليله المشبوه عن حكم «الدستورية»: «والسبب الذي استندت إليه المحكمة في قرارها الذي يعد سابقة، هو أن مرسوم حل المجلس السابق (2009) الصادر في 6 ديسمبر الماضي جاء من خلال حكومة مستقيلة. وهو ما يخالف الإجراءات، لكن قانونيين قالوا: إن القرار ناقض قرارات سابقة للمحكمة الدستورية، بأنها غير معنية بما يسبق الانتخابات من إجراءات، وكذلك فإن القضية التي اتخذ على أساسها الحكم كانت طعنا من بعض المرشحين في انتخابات المجلس (2012) ولا شأن لها بمرسوم حل المجلس السابق»، انتهى.

ونحن نرد على ذلك التحليل الخبيث الذي سيقرأه قرّاء من كل أنحاء العالم العربي، ليتعاطفوا مع ثوارنا فئة «الخمس نجوم»، بالقول لخبيث المقصد ان المحاكم العليا، كــ «الدستورية» و«النقض» و«التمييز»، يكون لها الحرية في أي وقت بالعدول عن رأي أو مبدأ اتخذته في قضايا سابقة، وهذا أمر لا يعيب أحكامها وقراراتها، بل يؤكد عدم مكابرة أعضائها في رجوعهم عن إجراء خطأ أو غير سليم اتخذوه في الماضي.. أما ان القضية التي اتخذ على أساسها الحكم كانت طعنا انتخابيا في انتخابات المجلس الأخير (2012).. نقول لزميلنا ذي الرأي المغرض، ان الطعن في مرسوم حل مجلس 2009، كان أول نقاط الدفاع التي أثارها دفاع الطاعنة بنتيجة الانتخابات، وعندما رأت المحكمة وجاهتها وقوتها قضت بها، وأراحت نفسها من الحكم بباقي الطعون التي لو حكمت أو قضت بها، لكشفت بلاوي أعضاء مجلس 2012، التي لا تعد ولا تحصى.. و«تفشل»!

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك